responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 375
أبي العاص، قال: فأعاد الحديث أبو ذر، فقال عثمان: يا أبا الحسن! هل سمعت هذا من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فقال علي رضي الله عنه: لم أسمع هذا ولكن قد صدق أبو ذر، فقال عثمان: وبماذا صدقته؟ فقال علي: بحديث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أحدا أصدق لهجة من أبي ذر» [1] ، فقال جميع من حضر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: صدق علي رضي الله عنه، وقال أبو ذر:
أحدثكم أني سمعت هذا من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتتهموني، ما كنت أظن أني أعيش حتى أسمع هذا منكم. فقال عثمان: كذبت، أنت رجل محب للفتنة، فقال أبو ذر:
اتبع سنة صاحبيك أبي بكر وعمر حتى لا يكون لأحد عليك كلام، فقال عثمان: ما أنت وذاك لا أم لك؟ فقال أبو ذر: والله ما أعرف لي إليك ذنبا إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال: فاشتد غضب عثمان ثم قال: أشيروا عليّ في أمر هذا الشيخ الكذاب فقد فرق جماعة المسلمين! فقال علي رضي الله عنه: أما أنا فأشير عليك بما قال مؤمن آل فرعون: وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ الله لا يَهْدِي من هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ 40: 28 [2] ، فقال عثمان: التراب بفيك يا علي! فقال علي: بل بفيك يا عثمان! أتصنع هذا بأبي ذر وهو حبيب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في كتاب كتبه إليك معاوية من قد عرفت رفقه وظلمه؟ قال: فأمسك عثمان عن علي، ثم أقبل على أبي ذر فقال: اخرج عنا من بلدنا! فقال أبو ذر: ما أبغض إليّ جوارك ولكن إلى أين أخرج؟ فقال عثمان: إلى حيث شئت، فقال:
أرجع إلى الشام فإنها أرض الجهاد، فقال عثمان: إني إنما جئت بك من الشام لما تفسد بها عليّ ولا أحب أن أردك إليها، قال أبو ذر: فأخرج إلى العراق، قال عثمان: لا، لأنهم قوم أهل شبهة وطعن على الأئمة، فقال أبو ذر: فإني حيث كنت فلا بد لي من قول الحق، فإلى أين تحب أن أخرج؟ فقال عثمان: إلى بلد هو أبغض إليك، قال: الربذة [3] ، قال: فاخرج إليها ولا تعدها.

[1] مسند أحمد بن حنبل 2/ 163، 175، 223 وسنن ابن ماجة: المقدمة (11) وتاريخ اليعقوبي 2/ 172 البداية والنهاية 7/ 185.
[2] سورة غافر: 28.
[3] الربذة: من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة.
وفي رواية الطبري 5/ 66 وابن الأثير 2/ 251 أن أبا ذر استأذن عثمان في الخروج من المدينة فأذن له، فنزل الربذة.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست