responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 1  صفحه : 76
الضلالة ويصلي إلى قبلتنا، ويطيع أوامر ربنا وأوامر رسوله، ويشهد بما نشهد به ويترك عداوتنا فهو منا ونحن منه، وإن دخل ذمتنا وأدّى إلينا الجزية فهو آمن، وأما كل من يريد خصومتنا، فليبرز إلى الميدان، ونحن سنقابله بسيوفنا التي تقطر منها المنايا والسلام.
وحين وصلت هذه الرسالة إلى قادة العجم هاجوا وماجوا وعجزوا عن الجواب وأخذ خالد في إرسال السرايا إلى الأطراف يغيرون عليها حتى لم يبق فيها شيء من المواشي إلا وأحضروه لخالد. ثم ساق خالد الجيوش نحو الحيرة [1] فرأى ثمة حصونا منيعة، ورجالا ذوي خبرة بالحرب مع وفور السلاح لديهم فنزل هناك.
فاضطرمت نار الحرب بين الطرفين وحمي وطيسها، وبينما كان خالد منهمكا في الضرب والطعان قال له ضرار بن الأزور الأسدي [2] : أيها الأمير:
«إن هؤلاء قوم عقولهم ناقصة وهم أعداء أنفسهم فإن رأى الأمير أن يطلب منهم رجلا لمفاوضته وبذل النصيحة له فعسى أن تنجح المفاوضة وتكون النتيجة أفضل.
فأرسل إليهم خالد من قال لهم: اخرجوا إلينا رجلا معروفا لديكم بجودة الرأي والعلم لكي يسمع منا ويبلغكم رسالتنا.
فبعثوا إلى المسلمين رجلا يدعى عبد المسيح بن عمرو بن حيان بن بقيلة النسائي [3] . وكان رجلا مهيب الطلعة وقورا وقد جاوز عمره المئتي سنة فوصل إلى خالد وأنشده شعرا في مدح آل غسان وصفة مملكتهم منذ أيام المنذر وآل النعمان وقال:
إن ها هنا مراع لم تصطد فيها الأسود، وقد شربت النمور دواء التقوى والقطعان تستطيع أن ترعى في هذه المروج آمنة مطمئنة، والطيور تستطيع الطيران

[1] الحيرة: بلد قرب الكوفة بالعراق.
[2] كذا بالأصل، وقد ذكر أنه قتل باليمامة، وهذا ما ذهب إليه الواقدي قال: والمجتمع عليه عند أصحابنا أن ضرارا قتل باليمامة.
[3] زيد في فتوح البلدان ص 244 وهاني بن قبيصة بن مسعود الشيباني وإياس بن قبيصة الطائي، ويقال فروة بن إياس. (انظر فتوح الأزدي ص 64 والطبري 3/ 345) .
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست