responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 1  صفحه : 59
أهل دبا. قال: ودنا القوم بعضهم من بعض فاقتتلوا [1] ، ورزق عليهم الظفر فهزمهم عكرمة حتى بلغ بهم إلى أدنى بلادهم، وقتل منهم زهاء مائة رجل، ثم سار إليهم عكرمة يريد قتالهم ثانية، ودخل القوم مدينتهم فتحصنوا بها، ونزل عليهم عكرمة في أصحابه فحاصرهم وضيّق عليهم.
قال: فاشتدّ عليهم الحصار [2] لأنهم لم يكونوا أعدّوا لذلك، فأرسلوا إلى حذيفة بن محصن [3] يسألونه الصلح على أنهم يؤدّون الزكاة ويدعون إلى محبته وينصرف عنهم عكرمة! فأرسل إليهم عاملهم أنه لا صلح بيننا وبينكم إلا على إقرار منكم بأنا على حق وأنتم على باطل، وأن قتيلنا في الجنة وقتيلكم في النار، وعلى أنا نحكم فيكم بما رأينا، فأجابوه إلى ذلك فأرسل إليهم أن اخرجوا الآن عن مدينتكم بلا سلاح، ففعلوا ذلك، ودخل المسلمون إلى حصنهم. قتلوا أشرافهم [4] وسبوا نساءهم وأولادهم وأخذوا أموالهم ونزل عكرمة مدينتهم، ووجه أيضا برجالهم إلى أبي بكر [5] وهم ثلاثمائة من المقاتلة وأربعمائة من النساء والذريّة.
قال: فهمّ أبو بكر رضي الله عنه عنه بقتل المقاتلة وقسمة النساء والذريّة، فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله سلّم! إن القوم على دين الإسلام وذلك أني أراهم يحلفون بالله مجتهدين: ما كنا رجعنا عن دين الإسلام، ولكن شحّوا على أموالهم، وقد كان منهم ما كان فلا تعجل عليهم واحبسهم عندك إلى أن ترى فيهم رأيك، قال: فأمر بهم أبو بكر فحسبوا في دار رملة بنت الحارث، فلم يزالوا هنالك محبوسين إلى أن توفي أبو بكر رضي الله عنه وصار الأمر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فدعاهم ثم قال: إنكم قد علمتم ما كان رأي أبي بكر وما

[1] وكان رئيس أهل الردة لقيط بن مالك الأزدي (الطبري- معجم البلدان) .
[2] حاصرهم شهرا أو نحوه (معجم البلدان) .
[3] بالأصل: عمر تحريف.
[4] في المعجم: قتل من اشرافهم مائة رجل.
[5] في الطبري: بعثوا بالخمس إلى أبي بكر مع عرفجة البارقي.
وفي هزيمة لقيط يقول عباد الناجي:
لعمري لقد لاقى لقيط بن مالك ... من الشر ما أخزى وجوه الثعالب
وبادى أبا بكر ومن هلّ فارتمى ... خليجان من تياره المتراكب
ولم تنهه الأولى ولم ينكأ العدا ... فألوت عليه خيله بالخبائب
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست