responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 1  صفحه : 247
دمشق وانتهى أمر قيسارية على هذا النحو. ثم كتب يزيد رسالة إلى أمير المؤمنين [1] ، عمر، رضي الله عنه، ذكر فيها الوقائع التي جرت مع أهل قيسارية والصلح الذي انتهوا إليه كما أرسل إليه خمس المال. وحين اطلع أمير المؤمنين على ما جرى، سر سرورا عظيما وشكر الله على ذلك وأجاب على رسالة يزيد بما يلي [2] :
أما بعد، فاعلم بأن رسالتك قد وصلت وفهم مضمونها وسررت بخبر فتح قيسارية وحمدت الله على ذلك الذي أراح بالي من هذه المهمة ووسع عليكم في الرزق وقهر عدوكم وحقق آمالكم فاشكروا الله على نعمه الذي تزداد نعمه بالشكر، وتدوم السعادة وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لا تُحْصُوها 16: 18. والسلام عليكم ورحمة الله.
ثم جاء الخبر إلى أمير المؤمنين بأن الروم قد جمعوا جيشا عظيما في منطقة الجزيرة. وقد اجتمعت عدة عظيمة من الفرسان والرجّالة ومعهم الآلات والعدد الوفيرة، فجمع أمير المؤمنين الأنصار والمهاجرين وكبار الصحابة وأخبرهم بما جرى وقال: إن بلاد الشام لا يمكن فصلها عن منطقة الجزيرة، وما لم نحكم الجزيرة فلن يحصل لنا مقصود وعيشنا سيكون منغصا، وقد التقى الروم هناك وقد عزموا على التحرك، وإني قد دعوتكم لتفكروا بهذا الأمر وأن تخبروني بما تروه صالحا وصائبا في هذا الموضوع. ومن ترونه أهلا للقيام بهذا الأمر حتى يستريح خاطرنا من هذه الجهة فلقد توفي في الشام معظم القادة العظام الذين كانوا هناك ولم يبق منهم سوى يزيد بن أبي سفيان وهو من رجال المهمات العظيمة وهو الآن في دمشق. وتلك

[ () ] إليها واستنصر الله عليهم وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، الله ربنا وثقتنا ورجاؤنا ومولانا نعم المولى ونعم النصير.
وقال الواقدي: اختلف علينا في أمر قيسارية، فقال قائلون: فتحها معاوية، وقال آخرون بل فتحها عياض بن غنم، وقال قائلون: بل فتحها عمرو بن العاص، (انظر فتوح الشام للواقدي 2/ 35 وفتوح البلدان ص 146) .
قال الواقدي: صالح أهل قيسارية عمرو بن العاص على أن يسلموا له المدينة فصالحهم على مائة ألف درهم وما ترك الملك من خزائنه ورجاله فأجابوه إلى ذلك، وكتب لهم كتاب الصلح. ودخلها يوم الأربعاء في العشر الأول من رجب الفرد سنة تسع عشرة. وهو الثبت قاله البلاذري.
[1] نسخة الكتاب في الوثائق السياسية وثيقة رقم 357/ ط، ي ص 492- 493 باختلاف، وبعث الرسالة مع رجلين من جذام (اليعقوبي 2/ 151) .
[2] الوثائق السياسية وثيقة 357/ ط، ي.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست