أنا حميت الحمى و أنا مكثت فيه* * * و أنا رميت الخلائق في بحار التيه
من كان يبغي العطا مني أنا أعطيه* * * أنا فتى ما أداني من به تشبيه
و ذكر الشيخ محمد المذكور: أن الشيخ يونس توفي في سنة تسع عشرة و ستمائة في قريته و هي القنية من أعمال دارا، و هي بضم القاف و فتح النون و تشديد الياء المثناة من تحت، تصغير قناة، و قبره مشهور بها يزار (; تعالى)، و قد كان ناهز التسعين سنة من عمره انتهى. و قال الأسدي في سنة تسع عشرة و ستمائة:
الشيخ يونس شيخ الطائفة اليونسية يونس بن يوسف بن مساعد الشيباني المخارقي المشرقي القنيي، و القنية قرية من أعمال دارا من نواحي ماردين، قال الذهبي: هذا شيخ الطائفة اليونسية من أولى الدعارة و الشطارة و الشطح و قلة العقل أبعد اللّه شرها، كان شيخا زاهدا كبير الشأن، له الأحوال و المقامات، و الكشف، قال ابن خلكان: سألت رجلا من أصحاب الشيخ يونس فقلت له من شيخ الشيخ؟
فقال لم يكن له شيخ بل كان مجذوبا. قال القاضي: و يذكرون له كرامات.
و ذكر الذهبي: انه سمع ابن تيمية ينشد للشيخ يونس بيتا ظاهره شطح و الحاد، قال: و في الجملة لم يكن الشيخ يونس من أولي العلم بل من أولي الحال و الكشف، و كان عاريا من الفضيلة، و كان ابن تيمية يتوقف في أمره أولا ثم أطلق لسانه فيه و في غيره من الكبار، و الثبات في ثبوت ما ينقل عن الرجل أولى و اللّه تعالى المطلع.
و أما اليونسية فهم شر طوائف الفقراء، و لهم أعمال تدل على الاستهتار و الانحلال قولا و فعلا، استحي من اللّه تعالى و من الناس التفوه بها قال: و لا يغتر المسلم بكشف و لا بحال، فقد تواترت الكشف و البرهان عن الكهان و الرهبان، و ذلك إلهام الشيطان، أما حال أولياء اللّه و كراماتهم فحق، و أخبار ابن صياد بالمغيبات حال شيطاني دجالي، و حال عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه و حال العلاء الحضرمي [1] رضي اللّه عنه حال رحماني ملكي، و كثير من المشايخ يتوقف