الدين محمد ابن الأمير مبارك الاينالي دوادار سودون النوروزي، كان قد توجه في حياة مخدومه هذا إلى مصر، فبعد توجهه بثلاثة أيام مات مخدومه سودون المذكور، و كان صحبته منه للسلطان تقدمة كثيرة، ثم عاد إلى دمشق و قد استقر حاجبا صغيرا بها و أمير التركمان، و شرع في تجهيز الأغنام الشامية إلى مصر، ثم خرج إلى البلاد الشمالية و استخرج عدد الأغنام، فكانت عدة ستة عشر ألف رأس غنم، و اشترى نائب القلعة سودون عدة عشرين ألف رأس غنم، و جهزاها إلى مصر ففتحت عيون المصريين إلى حضور الغنم إليهم، فصارت سنة قبيحة، و كانت العادة أن أعداد الأغنام تذبح و تباع بدمشق، فحصل للناس بسبب ذلك غلاء في اللحم حتى صار الرطل يباع بستة دراهم.
و في سنة ثلاث و خمسين و ثمانمائة استقر في نيابة البيرة، و استهلت سنة سبع و خمسين و هو الحاجب الكبير بدمشق. و في ثاني عشرين جمادى الأولى منها عزل عنها. و في يوم تاسع جمادى الآخرة منها ألبس التشريف بامرة التركمان و الأكاريد. و في يوم الجمعة تاسع عشرين شهر ربيع الآخر سنة ثمان عاد من مصر إلى دمشق، و كان له مدة بمصر، و قد استقرّ أحد الألوف بدمشق مع إمرة التركمان و الأكاريد، فأقام أياما قلائل ثم سافر إلى البلاد الشمالية لجمع أعداد الأغنام و إرسالها إلى مصر قاتله اللّه تعالى على ظلمه، و التركمان معه في أسوإ الأحوال، ثم في أوائل سنة اثنتين و سبعين ورد إليه مرسوم بتجهيز الأغنام على العادة، و من مضمونه أن يشتري مائة فرس و يجهزها إلى الاصطبلات الشريفة، فشرع في ذلك. [و قال] شيخنا الجمال ابن المبرد في الرياض: ولي نيابة طرابلس و حماة، و عنده معرفة و مشاركة توفي سنة ثمان و سبعين و ثمانمائة، و دفن بتربته بالقرب من تربة السبكيين تحت كهف جبل جبريل بسفح قاسيون.
101- المدرسة الخاتونية البرانية
مسجد خاتون على الشرف القبلي عند مكان يسمى صنعاء الشام المطل على وادي الشقراء، و هو مشهور بدمشق، واقفته الست خاتون أم شمس الملوك