الثالث : أنّه يجوز الرجوع إلى الفقيه مع وجود الأفقه .
لكن يمكن أن يقال : إنّ الرجوع إلى الفقيه مع وجود الأفقه لعلّه كان لأجل عدم التمكّن منه ، كما يظهر من نفس الروايات . على أنّ البحث إنّما هو فيما إذا علم تخالفهما في الرأي تفصيلا أو إجمالا . واستفادة جواز الرجوع إليه في هذه الحالة مشكل ; لعدم الاختلاف بين فقهاء الأصحاب في تلك الأعصار ; فإنّ المراجع في تلك الروايات كانوا بطانة علوم الأئمّة ومهبط أسرارهم ، كما أوضحنا حالها[ 1 ] .
فتلخّص : أنّه لم يقم دليل على جواز الرجوع إلى المفضول مع وجود الفاضل ، وعرفت : أنّ مقتضى الأصل عدم الجواز[ 2 ] .
استدلال القائلين بوجوب الرجوع إلى الأعلم
استدلّ القائلون به بوجوه :
منها : الإجماعات المنقولة[ 3 ] التي لاقيمة لها في مثل تلك المسألة العقلية التي تضاربت فيها الأقوال والآراء مع تراكم الأدلّة .
ومنها : الأخبار التي منها المقبولة[ 4 ] ، وقد عرفت[ 5 ] أنّ القائل بجواز الرجوع
[1] تقدّم في الصفحة 611 . [2] تقدّم في الصفحة 605 ـ 606 . [3] الاجتهاد والتقليد ، الشيخ الأنصاري ، ضمن مجموعة رسائل : 71 ، مطارح الأنظار : 298 / السطر23 . [4] الاجتهاد والتقليد ، الشيخ الأنصاري ، ضمن مجموعة رسائل : 71 ، مطارح الأنظار : 303 / السطر20 ، درر الفوائد ، المحقّق الحائري : 711 ـ 713 . [5] تقدّم في الصفحة 635 .