فهذه أقسام أربعة من المحذورات ، وعلى ذلك فحصر ملاك الامتناع في الملاكي والخطابي[ 1 ] لا وجه له ، كما أنّ عدّ الأخير من المحذورات الملاكية[ 2 ] لا يخلو عن خلل . فنقول :
المحذور الأوّل : تفويت المصلحة والإلقاء في المفسدة
أ مّا هذا المحذور الذي هو رابع المحاذير ; فلأنّ المفروض : أنّ الظنّ ليس دائم المطابقة ، فالأمر بالعمل على طبقه تفويت للمصالح من الشارع على المكلّف وإلقاء للمفاسد ; إذ لولا أمره لكان عليه السؤال وتحصيل العلم عند الانفتاح ، والعمل بالاحتياط عند انسداده .
وبذلك يظهر : أنّ هذا المحذور لا يختصّ بصورة الانفتاح ، كما ادّعاه بعض أعاظم العصر(قدس سره) ; قائلاً بأنّ العمل على طبق الأمارة لو صادف خير جاء من قبلها[ 3 ] ، بل يجري في صورة الانسداد أيضاً ; إذ لولا أمره وترخيصه تركَ الاحتياط كان عليه العمل بما هو مبرئ للذمّة قطعاً .
وما استدلّ به مسلّم لو كان الأمر دائراً بين العمل به وبين ترك العمل به وبغيره مطلقاً ، لكنّه دائر بين العمل به وبين العمل بالاحتياط أو التجزّي فيه ، فلا يختصّ الإشكال بصورة الانفتاح ، بل يعمّ .
وقد يذبّ عن الإشكال : بأنّ الأمارات غير العلمية ربّما يمكن أن تكون أكثر
[1] فوائد الاُصول (تقريرات المحقّق النائيني) الكاظمي 3 : 89 . [2] نفس المصدر. [3] نفس المصدر : 90 .