إيجاد الربط يلاحظ مجموع الكلام من النسبة والمنتسبين ، فإن كان له خارج يطابقـه كان صدقاً وإلاّ فلا[ 1 ] ، انتهى ملخّصاً .
والضعف فيه من وجهين :
الأوّل : أنّ حصول الربط في الكلام ببركة الحروف والأدوات أمر مسلّم ، إلاّ أنّ شأنها ليس منحصراً فيه ، والوجدان والتتبّع في موادّ اللغات المختلفة أصدق شاهدين على أنّ هذا متفرّع على استعمالها في معانيها المختلفة الآلية ، وأ نّها بلا دلالة على معنى غير موجدة للربط .
أضف إلى ذلك ما في قوله : من ملاحظة مجموع الكلام ; إذ لا وضع لمجموعه بعد وضع مفرداته ، إلاّ أن يرجع إلى ما سنذكره من دلالة هيئات الجمل على تحقّق النسب ، والحروف على الإضافات التصوّرية .
الثاني : أ نّـه لا تقابل بين الإخطاري ; بمعنى إخطار المعنى بالبال ، والإيجادي بالمعنى الذي فسّره ; وهو إيقاعها الربط بين أجزاء الكلام ، فإنّك إذا قصدت الحكاية عن ربط الجوهر بالعرض في قولك «الجسم لـه البياض» مثلا تخطر معانيها ببالك ، وتحضر في وعاء ذهنك لا محالة ، ويصير أجزاء كلامك مرتبطاً بعضها ببعض .
كما أ نّه لاتقابل بينه وبين الإيجادي بالمعنى الذي ذكرنا ; فإنّ الحروف ـ سواء كانت حاكية عن الواقع المقرّر ، أم موجدة لمعانيها بالاستعمال ـ توجب الانتقال مـن ألفاظها إلى معانيها على كلّ حـال . نعم إنّما يتصوّر التقابل بين الحكايـة والإيجاد .