فالتحقيق هو الإجزاء فيها ، ولابدّ في توضيحه من ملاحظة لسان كلّ واحد مستقلاّ ; فإنّ الحكم يختلف باختلاف اللسان ، فنقول :
أ مّا أصالة الطهارة والحلّية :
فلأدلّتهما حكومة على أدلّة الشرائط التي من تلك الأدلّة قوله(عليه السَّلام) : «لا صلاة إلاّ بطهور»[ 1 ] ، إن استفدنا منه أو من غيره طهارة الثوب ، فقولـه(عليه السَّلام) : «كلّ شيء نظيف حتّى تعلم أ نّه قذر»[ 2 ] محقّق للطهور في ظرف الشكّ .
توضيحه : أنّ ظاهر لسانه محكومية المشكوك بالطهارة والنظافة حتّى يعلم قذارته ، ومعنى محكوميته بها هو جواز ترتيب آثار الطهارة عليه ، التي من جملتها إتيان الصلاة معها تعبّداً . وليس معناه أنّ الشكّ في الطهارة والنجاسة طريق إلى الطهارة ; لعدم تعقّل طريقية الشكّ .
وإن شئت قلت : إنّ المراد من قوله(عليه السَّلام) : «نظيف» إمّا الطهارة الواقعية بجعل مصداق لها ، أو الطهارة الظاهرية بمعنى معاملة الطهارة الواقعيـة معها وترتيب آثارها عليها .
[1] تهذيب الأحكام 1 : 49 / 144 ، وسائل الشيعة 1 : 365 ، كتاب الطهارة ، أبواب الوضوء ، الباب 1 ، الحديث 1 . [2] تهذيب الأحكام 1 : 284 / 832 ، وسائل الشيعة 3 : 467 ، كتاب الطهارة ، أبواب النجاسات ، الباب 37 ، الحديث 4 .