إلى نفس الموضوع ; فضلا عن كون التميّز به ، أو كون التميّز بالأغـراض ، وهـو أيضاً سخيف ; إذ الغرض ـ سواء كان غرض التدوين أم التعلّم ـ متأخّر عن نفس المسائل ; إذ هي فوائد مترتّبة عليها ، فيكون التميّز بنفس المسائل في الرتبة السابقة .
وعليك بالاختبار ; أترى التناسب الواقع بين مرفوعية الفاعل ومنصوبية المفعول موجوداً بين واحـد منها ، وبين المسائل الرياضية أو العقلية ، وهكذا مباحث سائر العلوم التي بأيدينا ; فنرى أنّ جهة التوحّد والتميّز هو تسانخ القضايا وتمايزها بالطبع .
وتداخل العلوم في بعض المسائل لايوجب أن يكون التميّز بالأغراض ; إذ كلّ علم مركّب من قضايا كثيرة ، وأكثر مسائله ممتاز غير متداخل فيه ، ولكنّه في بعضها ـ ولعلّه القليل ـ متّحد ومتداخل .
وعليه : فهذا المركّب بما أ نّه مركّب وواحد اعتباري مختلف ومتميّز أيضاً بذاته عن غيره ; لاختلاف أكثر أجزاء هذا المركّب مع أجزاء ذاك المركّب ; وإن اتّحدا في بعض ، ولكن النظر إلى المركّب بنظر التركّب والمركّب بما هو كذلك ممتاز عن غيره ; وإن اشترك معه في بعض الأجزاء .
وبذلك يتّضح : أنّ أكثر المباحث العقلية أو اللفظية ـ التي يكون البحث فيها أعمّ ـ لابأس بأن يعدّ من المسائل الاُصولية إذا اشترك مـع سائر مسائل الاُصول في الخصوصية التي بها عدّت علماً واحداً .
فالمسألة المتداخلة قضية واحدة ، لها سنخية مع هذا المركّب وذلك المؤلّف ، وتكون أدبية لحصول ما يبتغيه الأديب من تأسيس قاعدة لفهم كلام العرب واُصولية يطلبها الاُصولي لفهم كلام الشارع .