الخمسة متقيدا بقابلية المحل , او يجعل امرا
منتزعا منها متقيدا بالقابلية , او يجعل نفس الامور الخارجية الخمسة متقيدا بها ,
ففي هذه الصور الثلاث , يكون التذكية امرا تقييديا , سواء كانت امرا متحصلا او
منتزعا او مركبا خارجيا .
الثالث : كل ما ذكرنا من الوجوه محتملات
بادى النظر و اما التصديق الفقهى فهو يحتاج الى امعان النظر في ادلة الباب , فلو
دل دليل على تعيين احد المحتملات و رفع الشبهة من جهة اوجهات فهو و الا فالمرجع هو
الاصول الموضوعية او الحكمية على اختلاف الموارد في جريانها , فالاولى عطف عنان
الكلام الى بيان الاصل في كل محتمل فنقول :
لو كان الشك في كون الحيوان مذكى اولا , لا
جل الشك في كونه قابلا للتذكية او لا سواء كانت الشبهة لا جل الشبهة المفهومية ام
لا , و لم يدل دليل على كون كل حيوان قابلا للتذكية فعلى ذلك فهل يجرى اصالة عدم
القابلية او لا يجرى .
و لقد بنى شيخنا العلامة ( اعلى الله مقامه
) على جريانها و كان ( رحمة الله ( مصرا عليه , و خلاصة مرامه مع توضيح منا , ان
المحققين قد قسموا العرض الى عارض الوجود و عارض المهية , و كل منهما الى اللازم و
المفارق , فصارت الاقسام اربعة و اليك توضيحها بالمثال فنقول الزوجية عارضة المهية
الاربعة على وجه اللزوم كما ان عروض الوجود للمهية , يعد من الاعراض المفارقة لها
على اشكال فيه , و اما القسمان الاخران اعنى عارض الوجود اللازم , كموجودية الوجود
بالمعنى المصدرى و نورانيته و منشائيته للاثار , و عارضه المفارق كالسواد و البياض
بالنسبة الى الجسم , (( و اما القابلية (( فلا شك انها من العوارض اللازمة للوجود
او الموجود و ليست من العوارض اللازمة للماهية , نعم يمكن ان يقال انه من العوارض
المفارقة بالنسبة الى الماهية لكن بتبع الوجود حيث انه يفارق عن الماهية , فيفارقها
لكن كل يعرضها ببركة الوجود كما هو الشأن في عامة العوارض الوجودية .
اذا عرفت هذا فيمكن ان يقرر الاصل هكذا : ان
القابلية كالقرشية من عوارض الوجود فان القرشية عبارة عن الانتساب في الوجود
الخارجي الى القريش ,