و اخبارها لسان الحكومة كما لايخفي , و اما
قوله عليه السلام العمرى ثقة فما ادى اليك عنى , فعنى يؤدى , و ما قال لك عنى ,
فعني يقول فاسمع له و أطعه فانه الثقة المأمون فلا يصلح لا ثبات مارامة ( قدس الله
سره ) , فان مفاده هو وجوب اتباع قوله لو ثاقته . و اما تنزيل ما يقوله منزلة
العلم , حتى يكون حاكما على مادل على الزجر عن اتباع غير العلم , فلا يستفاد منه .
و اما السيرة فالقول بان نسبتها , نسبة
الورود او الحكومة , فلا يخلو عن ضعف لان ذلك فرع كون العمل بالخبر الواحد عند
العقلاء عملا بالعلم و هو ممنوع جدا لعدم حصول العلم من اخبار الاحاد , حتى لو
فرضنا غفلتهم عن احتمال الخلاف , فلا يصح ايضا , لان الورود و التخصص يدور مدار
الخروج الواقعى لاعلى الخروج عند المخاطب فان الورود ليس الاخروج موضوع احد
الدليلين عن موضوع الدليل الاخر حقيقة بعناية التشريع كما ان التخصص هو الخروج
حقيقة و تكوينا , و مع ذلك كله فهما يدور على الخروج الواقعى لا عند المخاطب .
و العجب عما افاده اخيرا من حديث حكومة
السيرة فان السيرة عمل خارجى و الحكومة من اوصاف دلالة الدليل اللفظى , فكيف يصح
حكومة العمل الخارجى على دليل آخر , مع انها قائمة بين لسانى الدليلين اللفظيين ,
نعم يمكن ان يقال بعدم صلاحية تلك الروايات للردع عن السيرة الدائرة بين العقلاء
لعدم انتقالهم من التدبر في هذه الايات الى كون الخبر الواحد مصداقا له , و ان كان
مصداقا واقعيا له .
نعم يمكن تقريب ورود السيرة على الايات
بوجهين :
الاول : ان المراد من قوله تعالى :و لا تقف ما ليس لك به علم ,, اى
لا تقف ما ليس لك به حجة , اذ لو اريد منه العلم الوجدانى و اريد منه الزجر عن التمسك
بغير العلم الوجدانى لزم تعطيل اكثر الاحكام , او ورود التخصيص الاكثر المستهجن ,
و هذا نظير حرمة القول بغير علم او الافتاء بغير علم , و عليه كل ما يدل على حجية
الخبر الواحد يكون وارادا عليه .