و الاولى ان يجعل الموضوع له هو الماهية
الاعتبارية لا عنوانى الصحيح و الاعم و يقال : ان لفظة الصحيح و ضده عنوانان
مشيران الى تلك المرتبة و يقال هل الموضوع له هو الماهية التى اذا وجدت فى الخارج
ينطبق عليها عنوان الصحيح او الاعم .
و اولى منه اسقاط لفظى الصحيح و الاعم من
عنوان البحث اذ لا ملزم لا بقاء العنوان على حاله و التزام تكلفات باردة لتسديدة
فيقال فى عنوانه بحث : (( فى تعيين الموضوع له فى الالفاظ المتداولة فى الشريعة او
فى تعيين المسمى لها او فى تعيين الاصل فى الاستعمال فيها )) على اختلاف التعبيرات
كما مر .
و ما يقال من ان الصلاة مثلا موضوعة للماهية
المتصورة فى الذهن مرآة الى الخارج و هى بما انها فرد موجود ذهنى صحيحة بالحمل
الشايع . لا ينبغى الاصغاء اليه . اذ الصحة و الفساد من لوازم الوجود الخارجى دون
الماهية الذهنية و عليه فالفرد الذهنى لا يمكن ان يكون مصداقا لواحد منهما - هذا و
قد ذكر بعضهم للصحيح معنى آخر و هو كونه بمعنى التمامية عرفا و لغة و استراح به عن
بعض الاشكالات . و هو لم يذكر له مصدرا و مرجعا مع ان العرف و اللغة اللذين تشبث
بذيلهما يناديان بخلاف ما ادعاه .
كيف و بين الصحة و الفساد تقابل التضاد كما
ان بين النقض و التمام تقابل العدم و الملكة ( و توضيح ذلك ) ان الصحة و الفساد
كيفيتان وجوديتان عارضتان للشى فى الوجود الخارجى باعتبار اتصافه بكيفية ملائمة
لطبيعته النوعية , فيقال بطيخ صحيح بالملاك المذكور كما انه اذا اتصف بكيفية
منافرة او باثر لا يتقرب من نوعه يقال انه فاسد كمرارته او فساده و هذا بخلاف
النقص و التمام فان ملاك الاطلاق فيهما انما هو جامعيته للاجزاء و الشرائط و عدمها
, مثلا الانسان الذى له عين او يد واحدة يقال انه ناقص لا فاسد و فى مقابله التمام
, نعم يطلق عليه الصحة باعتبار كيفيته المزاجية لا من جهة الاعضاء .