مفهوم الناطق لاستلزامه دخول العرض العام فى
الفصل المميز , ولو اعتبر ما صدق عليه الشى انقلبت القضية الممكنة الى الضرورية
انتهى .
و فيه مواقع للنظر اما اولا فلان برهانه لا
يثبت الا خروج الذات لا البساطة , فلقائل ان يقول كما اختار بعضهم ان مفاده هو
الحدث المنتسب الى الذات بنحو يكون الحدث و النسبة داخلتين و الذات خارجة , اللهم
الا ان يقال ان الشريف بصدد اثبات خروج الذات لا البساطة و هو غير بعيد عن ظاهر
كلامه فراجع محكى كلامه فى شرح المطالع .
و اما ثانيا : فلان المشتق بماله من المعنى
الحدثى لايعقل ان يعد من مقومات الجوهر سواء كان بسيطا ام مركبا , فلوصح القول
بنقله عن معناه على البساطة فليصح على القول بالتركيب , نعم سيوافيك باذنه تعالى
ان المبدء لا يشترط فيه سوى كونه قابلا لا عتوار الصور و المعانى عليه و اما كونه
حدثيا فليس بواجب بل هو الغالب فى مصاديقه .
و ثالثا : ان مالفقه بصورة البرهان بعد الغض
عن انه ليس برهانا عقليا بل مأله الى التمسك بالتبادر عند المنطقيين , انما يتم لو
كان مفاد المشتق مركبا تفصيليا , و قد عرفت انه لاقائل به ظاهرا و اما على ما
اخترناه من كون المتبادر هو البسيط الانحلالى فلا .
توضيح ذلك ان المحقق فى محله هو ان تركب
الجنس و الفصل اتحادى لا انضمامى لان المادة البسيطة اذا اتصفت بالكمال الاول اعنى
الحركة و توجهت الى صوب كما لاتها , تتوارد عليها صور طولية فى مدارج سيرها و
مراتب عروجها بحيث تصير فى كل مرتبة عين صورتها على نحو لا تقبل التعدد و الكثرة
وجودا , و ان كانت تقبلها تحليلا , و هذا التدرج و الحركة الى اخذ الصور, مستقران
حتى تصل الى صورة ليست فوقها الصورة , التى هى جامعة لكمالات المراتب الاولية ,
لكن بنحو الاتم و الابسط , و هذه الوحدة الشخصية و البساطة لا يتنافيان مع انتزاع
حدود عن الذات المشخصة , لان اجزاء الحد لم تؤخذ بنحو يوجب الكثرة الخارجية حتى
يباينه بساطتها ,