كل واحد مستقلا بالملحوظية , لكن اذا لوحظ
الواقع على ما هو عليه لا يكون هناك تكثر فى الصدور و الصادر و اشباههما .
الثالثة : لا اشكال فى اختلاف فعل المضارع
فى الدلالة , فمنه ما يدل على المستقبل و لا يطلق على الحال الا شذوذا , مثل (
يقوم و يقعد و يذهب و يجيى و يجلس ) الى غير ذلك , فلا يطلق على المتلبس بمباديها
فى الحال و منه ما يطلق على المتلبس فى الحال بلا تأول مثل ( يعلم و يحسب و يقدر و
يشتهى و يريد ) , و منه الافعال التى مباديها تدريجية الوجود .
و ما يقال من ان استعمال المضارع فى
التدريجيات باعتبار الاجزاء اللاحقة , ممنوع , لانه لا يتم بالنسبة الى الامثلة
المتقدمة مما كانت مباديها دفعية , و لها بقاء فلا فرق من حيث المبدء ( بين يقدر و
يعلم و بين يقوم و يقعد ) و الالتزام بتعدد الوضع بعيد , و لا يبعد ان يقال ان
هيئة المضارع وضعت للصدور الاستقبالى لكنها استعملت فى بعض الموارد فى الحال حتى
صارت حقيقة فيه , (( ثم )) ان هناجهات اخرى , من البحث مربوطة بالمشتقات الاسمية
سيأتى الكلام فيها .
الرابعة : اختلاف مبادى المشتقات من حيث كون
بعضها حرفة و صنعة او قوة و ملكة لا يوجب اختلافا فى الجهة المبحوث عنها , و انما
الاختلاف فى انحاء التلبس و الانقضاء و هذا مما لا اشكال فيه , انما الكلام فى وجه
هذه الاختلافات , فانا نرى ان مفهوم التاجر و الصائغ و الحائك و امثالها تدل على
الحرفة و الصناعة , لا على الحدوث , كما ان اسماء الالات و المكان قد تدل على كون
الشى معدا لتحقق الحدث بها او فيها بنحو القوة لا بنحو فعلية تحقق الحدث بها او
فيها , فما السرفى هذا الاختلاف , لانا نرى ان المصداق الخارجى من المفتاح يطلق
عليه انه مفتاح قبل ان يفتح , و على المسجد انه مسجد قبل ان يصلى فيه .
ربما يقال : ان هذه المشتقات مستعملة فى
المعانى الحدثية كسائر المشتقات و انما الاختلاف فى الجرى على الذوات , فقولنا هذا
مسجد و هذا مفتاح كقولنا هذا كاتب بالقوة حيث ان الكاتب مستعمل فى معناه لا فى
الكاتب بالقوة و كذا الكلام