فان قلت : فعليه لابد ان لا يصح توصيف
الكيفيات و الحقائق البسيطة بالتمام و ضده لفقدان التركيب فيهما .
قلت : الظاهر ان الاطلاق فى اشباه ذلك انما
هو باعتبار لحاظ الدرجات , فيقال للوجود الشديد انه وجود تام و للضعيف انه ناقص و
قس عليه النور و شبهه , كما ان اطلاق الصحة و الفساد بالمعنى المذكور على الماهيات
الاعتبارية كالصلوة و الصوم , من باب التوسع فى الاطلاق , لان اجزاء تلك الماهيات
لها وحدة فى وعاء الاعتبار و هيئة اتصالية و لذا يقال انه قد قطع صلوته او افطر
صومه اذا اتى بما ينافيه , فعروض الفساد لها انما هو من جهة فقدانها بعض ما هو
معتبر فيها كما فى الموجودات الخارجية الحقيقية , لكن باعتبار تخلف الاثر و ادعاء
ترتب كيفية منافرة عليها .
هذا و الطريق الوحيد للتخلص عما تقدم من
الاشكال لمن اشتهى ابقاء البحث على حاله ليس الا بالقول باستعمال الصحة و الفساد
فى التمام و النقص اعنى استعمال ذاك المفهوم فى هذا المفهوم و لكنه بعد غير صحيح
لعدم وجود العلاقة بينهما و اتحاد هما بحسب المصداق لا يصحح العلاقة .
الثالث : يجد المتتبع فى خلال كلمات القوم
ان عباراتهم فى تحرير محل البحث مشوشة جدا فبعضهم خصة بالاجزاء و اخرج الشرائط عنه
مطلقا , سواء كانت مما اخذت فى متعلق الامر كالطهور و الستر ام لم تؤخذ فيه , و
سواء امكن اخذها و ان لم توخذ فعلا كالشروط العقلية المحضة مثل اشتراط كون المأمور
به غير مزاحم بضده الاهم او كونه غير منهى عنه بالفعل , او كان مما وقع الخلاف فى
امكان اخذه فيه كالشرط الذى يأتى من قبل الامر , كقصده و قصد الوجه - و بالجملة قد
قصر هذا القائل البحث على الاجزاء و اخرج الشرائط باجمعها عن حريمه .
و استدل عليه بان رتبة الاجزاء رتبة المقتضى
و رتبة الشرائط متأخرة عن رتبة المقتضى فلا يصوغ ادخالها فى المسمى لتستوى مع
الاجزاء فى المرتبة ( انتهى ) .
و لحن الاستدلال يتضمن جوابه , لان مجرد
وقوع الشى فى مرتبة علل