العقل و العقلاء الفرق بين من ضرب ابن
المولى فى الدار المغصوبة و من اكرمه فيها فحركة اليد لاكرام ابن المولى من جهة
انها اكرام , محبوبة و صالحة للمقربية و من جهة انها تصرف فى مال الغير عدوانا
مبغوضة و مبعدة , و مس راس اليتيم فى الدار المغصوبة من جهة انه الرحمة عليه حسن و
ذو مصلحة و من جهة انه تصرف فى مال الغير قبيح و ذو مفسدة , و الصلاة فى الدار
المغصوبة من جهة انها مصداق الصلاة محبوبة و مقربة و من جهة انها مصداق الغصب
مبغوضة و مبعدة , و قد عرفت ان الشى الواحد محبوبا لجهة و مبغوضا لجهة امكن ان
يكون مقربا و مبعدا من جهتين من غير لزوم تضاد و امتناع .
و اظن انك لو تدبرت فيما هو الملاك فى كون
الشى مقربا و مبعدا عند العقلاء و ان التقرب و التبعد فى هاتيك المقامات يدور ان
مدار الاعتبار , يسهل لك تصديق ما ذكرنا .
تنبيه
فى ادلة القولين
استدل القائلون بالامتناع بوجوه اسدها ما
ذكره المحقق الخراسانى و رتبة على مقدمات عمدتها هو كون الاحكام الخمسة متضادة فى
مقام فعليتها و بلوغها الى مرتبة البعث و الزجر , لعدم المنافات بين وجوداتها
الانشائية قبل البلوغ اليها , و انت خبير بان ما احكمناه كاف فى اثبات المطلوب
سواء ثبت التضاد بين الاحكام ام لا , و لما انجر الكلام الى هنا لا باس بتوضيح
الحال فيها , فنقول .
عرف الضدان بانهما امر ان وجوديان لا يتوقف
تعقل احدهما على الاخر , يتعاقبان على موضوع و احد بينهما غاية الخلاف و قالوا ان
من شرط التضادان يكون الانواع الاخيرة التى توصف به , داخلة تحت جنس واحد قريب ,
فلا يكون بين الاجناس و لا بين صنفين من نوع واحد و لا شخصين منه تضاد , و ما
ذكرناه هو المختار