تعلق الامر بها من لحاظ مستأنف و
ارادة مستأنفة و لكن مع ذلك يكون كل من البعث و الارادة جزافيا بلا غاية فتدبر .
تنبيه :
لا شك فى ان الغرض من البعث الى الطبيعة هو
ايجادها و جعلها من الاعيان الخارجية ضرورة ان الطبيعة لا تسمن و لا تغنى بل لا
تكون طبيعة حقيقة ما لم تتلبس بالوجود و لكن الكلام انما هو فى ان هيئة البعث هل
وضت لطلب الايجاد و الوجود , او انها وضعت لنفس البعث الى الطبيعة الا ان البعث
اليها لما كان مما لا محصل له قدر فيه الوجود او الايجاد , او ان البعث اليها
يلزمه عرفا تحصيلها و ايجادها من دون تشبث بادخال الوجود فيه بنحو الوضع له او
تقديره فى المستعمل فيه , وجوه , اقويها الاخير , و السرفيه هو ان العرف لما ادرك
ان الطبيعة لا يمكن نيلها و تحصيلها بنفسها عارية عن لباس الوجود , يتوجه من ذلك
الى ان البعث اليها بعث الى ايجادها حقيقة .
و ان شئت قلت ان الطبيعة لا تكون طبيعة
حقيقة بالحمل الشايع الا بايجادها خارجا لان الطبيعة بما هى هى ليست بشى , و فى
الوجود الذهنى ليست نفس الطبيعى بما هى هى , و حينئذ ينتقل بارتكازه الى ان اطاعة
التحريك و البعث نحوها لا تحصل الا بايجادها خارجا .
هذا كله ثبوتا , و اما فى مقام الاثبات فلما
قدمنا من تعيين مفاد الامر هيئة و مادة , و ان الثانية موضوعة لنفس الطبيعة و
الاولى موضوعة للبعث اليها بحكم التبادر و يشهد بذلك انه لا يفهم من مثل اوجد
الصلاة ايجاد وجود الصلاة بل يفهم منه البعث الى الايجاد فتدبر .