العرف بعد حكمه بان للزمان قسمة و قسمه الى
اقسام حسب احتياجاته لم يجز ذلك و لكن اذا وقع القتل مثلا فى حد من حدود اليوم فهو
يطلق المقتل على ذلك اليوم و لو بعد انقضاء التلبس به , لما يرى من بقاء اليوم الى
الليل ( انتهى ملخصا ) .
و الظاهر ان الخلط نشأ من عدم الوصول الى ان
انظار اهل العرف كالعقل تتفاوت فى بقاء الزمان و انهم يفرقون بينهما .
توضيحه ان العرف كما يدرك الوحدة الاتصالية
للزمان كذلك يدرك تصرمه و تقضيه , و يرى اول اليوم غير وسطه و آخره , فاذا وقعت
واقعة فى حده الاول لا يرى زمان الوقوع باقيا و قد زال عنه المبدء بل يرى اليوم
باقيا و زمان الوقوع متقضيا , و بين الامرين فرق ظاهر , و ما هو معتبر فى بقاء
الذات فى المشتق هو بقاء زمان الوقوع اعنى بقاء الشخص الذى تلبس بالمبدء عينا و ما
نحن بصدده ليس كذلك فتدبر .
الرابع : فى وضع المشتقات و فيه ينقح عدة
مسائل .
الاولى : اعلم انه قد وقع الكلام بين
الاعلام فى تعيين المادة الاولى و كيفيه وضعها , بعد اتفاقهم على وجودها بين
المشتقات و المحكى عن الكوفيين انها المصدر و عن البصريين انها الفعل , و ربما
يظهر من نجم الائمة ان النزاع بين الطائفتين ليس الا فى تقدم تعلق الوضع بهذا او
ذاك لا فى الاصلية و الفرعية - و كيف كان فبطلان الرأيين واضح لان المادة المشتركة
لابد و ان تكون سائرة فى فروعها بتمام وجودها - اعنى حروفها و هيئتها و من المعلوم
انهما ليسا كذلك اذ هيئتهما آبية عن ورود هيئة اخرى عليهما , اللهم الا ان يوجه
بما سياتى بيانه .
و التحقيق ان لمادة المشتقات التى هى عارية
عن جميع الهيئات و لا بشرط من جميع الجهات الا عن ترتيب حروفها , وضعا مستقلا و لو
لا ذلك للزم الالتزام بالوضع الشخصى فى جميع المشتقات لعدم محفوظية ما يدل على
المادة لولا وضعها كذلك و هو خلاف الوجدان و الضرورة بل يلزم اللغوية منه مع امكان
ذلك مع ما نشاهد من اتقان الوضع و يشهد لذلك انا قد نعلم معنى مادة و نجهل معنى
الهيئة كما