نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 29
تبارك و تعالى على عباده مع استحقاقهم
للعذاب فلا يصح الاستدلال بالاية على البرائة .
ثم اورد على نفسه بان المخالفين يعترفون
بالملازمة بين نفى الفعلية و نفى الاستحقاق .
و اجاب عنه اولا : بان قبول الخصم لا يوجب
صحة الاستدلال بها الا جدلا مع اننا نطلب الحجة بيننا و بين الله تعالى سواء قبل
الخصم او لم يقبل .
و ثانيا : بان عدم وجود الملازمة بين
الامرين امر واضح , ضرورة ان ما شك فى وجوبه او حرمته ليس عند الخصم با عظم مما
علم بحكمه , فاذا لم تكن ملازمة بينهما فى المخالفة القطعية فعدمها فى المخالفة
الا حتمالية بطريق اولى .
اقول : يمكن الجواب عن هذا بان ما يهمنا فى
الفقه انما هو الامن من العذاب و هو حاصل بنفى الفعلية سواء لزمه نفى الاستحقاق ام
لا .
الثانى و الثالث : ما افادهما الشيخ الاعظم
( ره ) من ان ظاهر الاية الاخبار بوقوع العذاب سابقا بعد البعث فيختص بالعذاب
الدنيوى الواقع فى الامم السابقة , فمحصل كلامه اولا : ان الاية مختصة بالامم
السابقة , و ثانيا : ان الله تعالى قد اخبر بنفى خصوص العذاب الدنيوى , و ليس فى
الاية دلالة على انه تعالى لم يعذبهم لعدم استحقاقهم له كى يكون دليلا على نفى
العقاب قبل البيان مطلقا اى الدنيوى و الاخروى جميعا بل لعله لم يفعل ذلك منة منه
تعالى فى خصوص الدنيا .
والجواب عنهما واضح , اما بالنسبة الى الاول
منهما فلان لحن الاية الشريفة انما هو لحن قوله تعالى ﴿وما كان ربك نسيا﴾ [1]فيدل على انه لا يكون العذاب من دون
بعث الرسل لائقا بشأنه تعالى , ولا معنى لا ختصاص هذا المفهوم با لامم السابقة كما
يشهد عليه الفقرتان السابقتان على هذه الفقرة ( اى قوله تعالى ﴿من اهتدى فانما يهتدى لنفسه و من ضل فانما
يضل عليها﴾ و قوله تعالى﴿و لا تزروازرة وزر اخرى﴾ حيث انه لا اشكال فى عدم اختصاصهما بالامم السابقة .