responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 28

مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فد مرناها تدميرا﴾ حيث انه بينت فيها كيفية العذاب المذكور فى تلك الاية و انه يقع بعد الامر و وقوع الفسق , كما ان المراد من بعث الرسل فى تلك الاية انما هو اتمام الحجة على الناس , فهو كناية عن بيان التكليف , فلا موضوعية للبعث كما يشهد عليه انه لا يعقل العذاب فى صورة البعث مع عدم البيان .

ثم ان هيهنا آيتين اخريين توافقان الاية المذكورة فى الدلالة على البرائة فى ما نحن فيه , و قد غفل عنهما فى كلماتهم :

احديهما : قوله تعالى :﴿و ما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث فى امها رسولا يتلوا عليهم آياتنا و ما كنا مهلكى القرى الا و اهلها ظالمون﴾ [1] حيث لا يخفى ان دلالة هذه الاية اظهر مما ذكره القوم , لما ورد فيها من التعبير ب ﴿يتلوا عليهم آياتنا﴾ الذى يدل صريحا على بيان التكليف و انه لا عقاب الا بعد البيان , فلا حاجة فيها الى التوجيه المذكور فى تلك الاية من ان البعث كناية عن البيان .

ثانيهما : قوله تعالى :﴿ولو انا اهلكنا هم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع آياتك من قبل ان نذل و نخزى﴾ [2] حيث ان المراد من كلمة ( قبله( هو قبل بعث الرسل , فتدل على البرائة بناء على ان نقل كلام الكفار مشعر بالقبول .

و بالجملة ان لهذه الايات الثلاثة مدلولا و احدا مشتركا و هو البرائة فى الشبهات الحكمية مطلقا .

ولكنه قدينا قش فى دلالتها بامور عديدة , و ما قيل او يمكن ان يقال فيها امور خمسة :

الاول : ما اورده المحقق الخراسانى , و حاصله : ان الاية تدل على نفى فعلية العذاب لا نفى استحقاقه , و نفى الفعلية ليس لازما مساويا لنفى الاستحقاق حتى يدل نفيها على نفيه , بل هو اعم من كونه من باب عدم الاستحقاق او من باب تفضله


[1]القصص 59 .

[2]طه 134 .

نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست