نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 62
سخاوة زيد , و هذا تعبير آخر من ان المجاز
فى امر عقلى و ان التطبيق على فرد ادعائى .
اقول : ان هذا هوالمختار والدليل عليه انه
مقتضى البداعة واللطافة المجازية فان البداعة وجمال البيان يتحقق فيما اذا استعمل
اللفظ فى معناه الحقيقى كما فى قوله[ : ( هذاالذى تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه
والحل والحرم]( فان حسن الكلام فى هذا البيت مبنى على كون نفس البيت او الحرم
عارفا بمن هوالمقصود فيه لاخصوص اهل البيت واهل الحرم اورب البيت ورب الحرم , وهذا
لايكون الابعد ادعاء وجود قوة مدركة عاقلة للبيت والحرم وكذا فى سائرالمجازات .
هذا اولا .
وثانيا : انه ايضا مقتضى القرابة الشديدة
بين المجاز والكناية فاذا كان استعمال اللفظ فى الكنايات فى نفس الموضوع له فليكن
كذلك فى المجازات , ولااشكال ولا خلاف فى ان اللفظ فى الكنايات يستعمل فى الموضوع
له لان الكناية عبارة عن ذكراللازم وارادة الملزوم ( او بالعكس ) و تكون الارادة
الاستعمالية فيها غيرالارادة الجدية ففى مثال[ ( زيد كثيرالرماد]( تعلقت الارادة
الاستعمالية بان الرماد كثير فى دار زيد ولكن الارادة الجدية تعلقت بسخاوة زيد , و
اذا كان الامر فيها كذلك وكان المجاز والكناية فى غاية القرابة بل يمكن ادخالهما
تحت عنوان واحد ( وهو استعمال اللفظ وارادة غير الموضوع له فى الارادة الجدية )
فلا منع ولا بأس فى ان يكون الامر فى المجازات ايضا كذلك .
وثالثا : ان الوجدان حاكم بان ما استدل به
السكاكى فى خصوص مجاز الاستعارة جار فى المجاز المرسل ايضا ( وهو ما تكون العلاقة
فيه غير علاقة التشبيه من سائر العلاقات ) فان اللفظ فيه ايضا لم يستعمل الافيما
وضع له فيدعى فى مثل قوله [( جرى الميزاب]( ان الميزاب هو نفس المطر , وفى اطلاق
الميت على من يكون مشرفا على الموت يدعى كونه ميتا بالفعل , و فى اطلاق القرية على
اهلها فى قوله تعالى[ : ( فاسئل القرية]( ادعى ان القرية من مصاديق اهل القرية و
انها ايضا قابلة للسؤال عنها , مع ان العلاقة فى هذه الموارد ليست من علاقة
التشبيه و مع انا نشاهد فيها نفس المبالغة التى نشاهدها فيما تمسك به من بعض الابيات
كما لايخفى .
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 62