نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 34
والعلاقة الذهنية امر متأخر عن الوضع يحصل
من كثرة الاستعمال الحاصلة بعدالوضع .
القول الثالث : انه التزام و تعهد من ناحية
اهل اللغة بانه كلما استعمل هذا اللفظ اريد منه هذا المعنى , ان قلت : الالتزام
يتصور بالنسبة الى الوضع فقط , وتعهدالواضع لايلازم تعهد غيره مع ان غيره ايضا
يستعمل اللفظ الموضوع كاستعماله قلت : انه اذا تولد الانسان بين اهل لغة خاصة و
عاش فيهم كان ذلك فى الواقع تعهدا ضمنيا على الالتزام بجميع ماكان بينهم من الاداب
والسنن والالتزامات ومنها الالتزام بمعانى الالفاظ واوضاعها .
ويرد عليه ان الوجدان حاكم على ان جملة[ (
وضعت هذا اللفظ لهذا المعنى]( ليس بمعنى[ ( تعهدت انى كلما ذكرت هذا اللفظ اردت
منه هذا المعنى]( بل هو من قبيل جعل علامة للمعنى كما يشهد به كلمة الوضع فانه
بمعنى الجعل والنصب .
القول الرابع : ما افاده جمع من المحققين
وهو ان حقيقة الوضع امر اعتبارى وهو جعل اللفظ علامة للمعنى فى عالم الاعتبار .
توضيحه : انه تارة يوضع شىء علامة لشىء آخر
فى عالم الخارج كوضع علامات الفراسخ فى الطرق والعمامة السوداء مثلا لكون الشخص
هاشميا , وقد يوسم بعض الحيوانات ويجعل له علامة كى يعرفه به صاحبه , و اخرى يجعل
شىء علامة لشىء آخر فى عالم الاعتبار وفقا للعلامات الخارجية , ومن هذا القسم جميع
المفاهيم الانشائية التى تكون امورا اعتبارية مشابهة لمصاديقها الخارجية من بعض
الجهات , فان ملكية الانسان و سلطنته على ماله عندالعقلاء فى عالم الاعتبار مثلا
امر ذهنى يشبه ملكيته و سلطنته على نفسه تكوينا , والزوجية بين الزوج والزوجة تجعل
فى عالم الاعتبار وفقا للزوجية التكوينية بين الاشياء الخارجية , وكذلك الالفاظ
بالنسبة الى معانيها فى مانحن فيه , فان حقيقة الوضع جعل اللفظ علامة للمعنى فى
عالم الاعتبار وفقا للعلامات التى توضع على الاشياء الخارجية .
اقول : وهذا احسن مايمكن ان يقال فى المقام
, الا انه يتصور فى
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 34