responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 246

ففى مثلها تكون النفس فاعلة الحركة اولا وللاثر الحاصل منها ثانيا و بالعرض , فالبناء انما يحرك الاحجار والاخشاب من محل الى محل ويضعها على نظم خاص و تحصل منه هيئة خاصة بنائية وليست الهيئة والنظم من فعل الانسان الا بالعرض , وما هو فعله هو الحركة القائمة بالعضلات اولا و بتوسطها بالاجسام , و فى هذا الفعل تكون بين النفس المجردة والفعل وسائط ومباد من التصور الى العزم و تحريك العضلات .

والضرب الثانى ما يصدر منها بلا وسط او بوسط غير جسمانى كبعض التصورات التى يكون تحققها بفعالية النفس و ايجادها لولم نقل جميعها كذلك , مثل كون النفس خلاقة للتفاصيل , و مثل اختراع نفس المهندس صورة بديعة هندسية فان النفس مع كونها فعالة لها بالعلم والارادة والاختيار لم تكن تلك المبادى حاصلة بنحو التفصيل كالمبادى للافعال التى بالالات الجسمانية , ضرورة ان خلق الصور فى النفس لايحتاج الى تصورها والتصديق بفائدتها والشوق والعزم و تحريك العضلات , بل لايمكن توسيط تلك الوسائط بينها و بين النفس بداهة عدم امكان كون التصور مبدئا للتصور بل نفسه حاصل بخلاقية النفس , و هى بالنسبة اليه فاعلة بالعناية بل بالتجلى لانها مجردة والمجرد واجد لفعليات ماهو معلول له فى مرتبة ذاته فخلاقيته لاتحتاج الى تصور زائد بل الواجدية الذاتية فى مرتبة تجردها الذاتى الوجودى تكفى للخلاقية كما انه لايحتاج الى ارادة و عزم و قصد زائد على نفسه .

اذا عرفت ذلك فاعلم : ان العزم والارادة والتصميم والقصد من افعال النفس , ولم يكن سبيلها سبيل الشوق والمحبة من الامور الانفعالية فالنفس مبدء الارادة والتصميم ولم تكن مبدئيتها بالالات الجرمائية بل هى موجدة لها بلاوسط جسمانى , وماكان حاله كذلك فى صدوره من النفس لايكون بل لايمكن ان يكون بينه و بينها ارادة زائدة متعلقة به بل هى موجدة له بالعلم والاستشعار الذى فى مرتبة ذاتها لان النفس فاعل الهى واجد لاثره بنحو اعلى واشرف]( [1] ( انتهى ) .


[1]رسالة الطلب والارادة للامام الخمينى قدس سره الشريف ص 109 108 .

نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست