نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 581
فى الاخر , هذا اولا .
و ثانيا : قد ذكرنا فى محله فى المكاسب
الحرمة باب الكذب : ان التورية لا تجرى فى كل كلام , بل انما تجرى فيما اذا كان
الكلام محتملا لمعنيين ذاتا , غاية الامر ان ذهن السامع ينصرف الى احدهما مع ان
المتكلم اراد المعنى الاخر , كما اذا قال صاحب الدار ( فى جواب من سئل عنه بقوله (
أزيد فى الدار( : ليس هو هنا , و اراد منه وراء الباب لا مجموع الدار , و نظير قول
سعيد بن جبير فى الجواب عن سؤال الحجاج , ( انت عادل قاسط( حيث اراد من ( عادل( من
عدل عن التوحيد مشيرا الى قوله تعالى :ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾ [1]فان له معنين , و من ( قاسط( معنى
الظلم لانه من الاضداد , و ان انصرف الذهن منهما الى معنى العدالة , و نظير قول
بعض العلماء ( فى الجواب عن سؤال : خير الورى بعد النبى من هو ؟ فى تلك القصة
المعروفة ) : من بنته فى بيته , فاراد من الضمير النبى ( ص ) فينطبق على امير
المؤمنين على ( ع ) , و لعله كان المنصرف الى الذهن فى ذلك الزمان رجوع الضمر
الثانى الى رسول الله ( ص ) فينطبق على الخليفة الاول .
و يتفرع على ذلك عدم كون التورية داخلا فى
انواع الكذب , كما يتفرع عليه ان التورية لا تجرى فى كل كلام و فى كل مقام , بل
لها موارد خاصة , و حينئذ لا يمكن القول باحتمال التورية فى جميع موارد التقية .
هذا , و تمام الكلام فى محله فى المكاسب
المحرمة .
الفصل
الخامس فى المرجحات الخارجية
جعل الشيخ الاعظم مجموع المرجحات على قسمين
: داخلية و خارجية , فالداخلية عبارة عن كل مزية غير مستقلة بنفسها , و هى كانت
على ثلاثة اقسام التى مرت ذكرها تفصيلا , و الخارجية عبارة عن كل مزية مستقلة
بنفسها ولو لم يكن هناك