للكلام ظهور فى
المفهوم ، لانه متصل بالتعليل ، وهو صالح للقرينة على عدم انحصار الجزاء بالشرط ،
ومعه لا ينعقد الظهور فى المفهوم الكلى يكون مخصصا.
ثانيها : ان المفهوم حاكم على عموم
التعليل على ما ذكره المحقق النائينى رحمه الله [١] وذلك لأن مفاده حجية خبر العادل ،
وحجيته معناها على مسلك جعل الطريقية اعتباره علما ، والتعليل موضوعه الجهل وعدم
العلم ، فباعتبار خبر العادل علما يخرج عن موضوع التعليل ، وهو معنى كون المفهوم
حاكما.
ويرد عليه : انه اذا كان مفاد المفهوم
اعتبار خبر العادل علما ، فمفاد المنطوق نفى هذا الاعتبار عن خبر الفاسق ، وعليه
فالتعليل يكون ناظرا الى توسعة دائرة هذا النفى وتعميمه على كل ما لا يكون علميا ،
فكأن التعليل يقول : ان كل ما لا يكون عالما وجدانا لا أعتبره علما. وبهذا يكون
مفاد التعليل ومفاد المفهوم فى رتبة واحدة ، أحدهما يثبت اعتبار خبر العادل علما ،
والاخر ينفى هذا الاعتبار ، ولا موجب لحكومة أحدهما على الاخر.
ثالثها ما ذكره المحقق الخراسانى رحمه
الله [٢] من أن الجهالة
المذكورة فى التعليل ليست بمعنى عدم العلم ، بل بمعنى السفاهة والتصرف غير المتزن
، فلا يشمل خبر العادل الثقة ، لأنه ليس سفاهة ولا تصرفا غير متزن.
الوجه الثانى : أن يستدل بمفهوم الوصف ،
حيث انيط وجوب التبين