ولا يستفهم بها
إلا عن المستقبل كقوله تعالى (وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) [ ٢٧ / ٦٥ ].
قوله (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ) [ ١٠ / ٩١ ] قال الجوهري الآن اسم الوقت الذي أنت فيه ، وهو ظرف غير متمكن وقع معرفة ولم يدخله الألف واللام
للتعريف لأنه ليس له ما يشركه ، وربما فتحوا اللام منه ، وحذفوا الهمزتين.
وقال غيره : الْآنَ وهو الوقت الذي يقع فيه كلام المتكلم ، وقد وقعت في أول أحوالها
بالألف واللام ، وهي علة بنائها ، ويقال إنما بني لأن وضعه يخالف وضع الاسم ، لأن الأسماء
إنما وضعت أولا نكرات ثم التعريف يعرض عليها ، وأما الْآنَ فوضع بالألف واللام فلم يكن وضعه كوضع الاسم ، فبني كالحرف
لأن وضعها ليس كوضع الاسم.
أو يقال إنما بني
لتضمنه حرف التعريف كأمس وقيل غير ذلك.
واختلف في أصله
فقيل : أصله ( أَوَانَ ) فحذف منه الواو ، وهو أحد قولي الفراء كما قالوا في زمن وزمان وأورده الجوهري
في أين ، ولا بعد فيه
..
والفرق بين الْآن والآنِفِ : أن الْآنَ الوقت الذي أنت فيه والآنف اسم للزمان الذي قبل زمانك الذي
أنت فيه.