قام من بعده ابنه محمد المهدي ثم ابنه موسى الهادي ثم أخوه هارون الرشيد ثم تابعوا في الخلافة إلى زمن المستعصم بالله ثم من بعدهم تفرقت الدولة على سلاطين الزمان
وَفِي حَدِيثِ أَبِي الْخَالِدِ الْقَمَّاطِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ : « قَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِسُلَيْمَانَ : اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا ابْنَكَ. فَقَالَ لَهُمْ : انَّهُ لَا يَصْلُحُ لِذَلِكَ فَأَلَحُّوا عَلَيْهِ فَقَالَ : إِنِّي سَائِلُهُ عَنْ مَسَائِلَ فَإِنْ أَحْسَنَ الْجَوَابَ فِيهَا اسْتَخْلَفْتُهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ مَا طَعْمُ الْمَاءِ وَطَعْمُ الْخُبْزِ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَعْفُ الصَّوْتِ وَشِدَّتُهُ ، وَأَيْنَ مَوْضِعُ الْعَقْلِ مِنْ الْبَدَنِ ، وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ الْقَسَاوَةُ وَالرِّقَّةُ ، وَمِمَّ تَعَبُ الْبَدَنِ وَدَعَتُهُ ، وَمِمَّ مَكْسَبُ الْبَدَنِ وَحِرْمَانُهُ ، فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ مِنْهَا. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام : طَعْمُ الْمَاءِ الْحَيَاةُ ، وَطَعْمُ الْخُبْزِ الْقُوَّةُ ، وَضَعْفُ الصَّوْتِ وَقُوَّتُهُ مِنْ شَحْمِ الْكُلْيَتَيْنِ ، وَمَوْضِعُ الْعَقْلِ الدِّمَاغُ ، أَلَا تَرَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ قَلِيلَ الْعَقْلِ قِيلَ لَهُ مَا أَخَفَّ دِمَاغَهُ ، وَالْقَسْوَةُ وَالرِّقَّةُ مِنْ الْقَلْبِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى ( فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ) ، وَتَعَبُ الْبَدَنِ وَدَعَتُهُ مِنْ الْقَدَمَيْنِ إِذَا أُتْعِبَا فِي الْمَشْيِ يَتْعَبُ الْبَدَنُ ، وَكَسْبُ الْبَدَنِ وَحِرْمَانُهُ مِنْ الْيَدَيْنِ إِذَا عُمِلَ بِهِمَا وَإِذَا لَمْ يُعْمَلْ بِهِمَا لَمْ يَزِدْ عَلَى الْبَدَنِ شَيْءٌ » [١].
( خنف )
« أبو مِخْنَفٍ »بالكسر كنية لوط بن يحيى من أهل السير ـ قاله الجوهري [٢]
( خوف )
قوله تعالى : ( فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) [ ٥ / ٦٩ ].
قال في تفسير القاضي : الخَوْفُ على المتوقع والحزن على الواقع.
قوله ( وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ) [ ٧ / ٥٦ ] أي حال كونكم خَائِفِينَ من
[١] البرهان ج ٤ ص ٧٤.
[٢]. لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي ، شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم ، توفي سنة ١٥٧ الكنى والألقاب ج ١ ص ١٤٨.