ولما كان
الإنسان محتاجا في إصلاح معاشه إلى غيره ، وكان عقله في معاملته للخلق ، إما على
وجه التودد وما يلزمه من جميل المعاشرة والمسامحة والترغيب ، وإما على حد من القهر
والغلبة كان التودد وما في معناه نصف العقل.
والْعَقْلُ : الدية ، وأصله أن القاتل كان إذا قتل قتيلا جمع الدية
من الإبل فَعَقَلَهَا بفناء أولياء المقتول أي شدها في عقلها ليسلمها إليهم
ويقبضونها منه فسميت الدية عقلا بالمصدر.
يقال عَقَلَ البعير
يَعْقِلُهُ عَقْلاً والجمع عقول.
وكان أصل الدية
الإبل فقومت بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم وغيرها.
وقيل سميت بذلك
لأنها تعقل لسان ولي المقتول.
أو من الْعَقْلِ وهو المنع لأن العشيرة كانت تمنع القاتل بالسيف في
الجاهلية ثم منعت عنه في الإسلام بالمال.
والْعَاقِلَةُ : التي تحمل دية الخطإ وهم من تقرب إلى القاتل بالأب
كالإخوة والأعمام وأولادهما وإن لم يكونوا وارثين في الحال وقيل من يرث به القاتل
لو قتل ولا يلزم من لا يرث ديته شيئا مطلقا.
وقيل هم
المستحقون لميراث القاتل من الرجال العقلاء من قبل أبيه وأمه فإن تساوت القرابتان
كإخوة الأب وإخوة الأم كان على إخوة الأب الثلثان وعلى إخوة الأم الثلث.