والجمل الأَنِفُ : أي المَأْنُوفُ
الذي عقر الخشاش أَنْفُهُ ، فهو لا يمتنع على قائده للوجع الذي به ، وكان الأصل أن
يقال مَأْنُوفٌ لأنه مفعول كما يقال مصدور ومبطون للذي يشتكي صدره وبطنه
، وإنما جاء هذا على الشذوذ ، وقيل الأَنِفُ
الذلول ، ويروى الآنِفُ بالمد وهو بمعناه.
وأَنِفَ من الشيء من باب تعب يَأْنَفُ
أَنَفاً : إذا كرهه
وعرفت نفسه عنه.
قال بعض
الشارحين : الأَنَفَةُ في الأصل الضرب على الأنف ليرجع ، ثم استعمل لتعبيد
الأشياء ، فيكون هنا بمعنى رفع الله عن مرتبة المخلوقين بالكلية لأنه تنزيه عن
صفات الرذائل والأجسام.
وأَنِفَ من الشيء : أي استنكف وهو الاستكبار.
وأَنْفُ كل شيء : طرفه.
وأَنْفُ كل شيء : أوله.
وأَنْفُ الرجل وغيره معروف ، والجمع آنُفٌ وأُنُوفٌ وآنَافٌ.
قال بعض
الشارحين : إنما أمر بذلك ليوهم المصلين أن به رعافا ، وهو نوع من الأدب في ستر
العورة وإخفاء القبيح والكناية بالأحسن عن الأقبح ، ولا يدخل في باب الكذب والرياء
وإنما هو من باب التجمل والحياء وطلب السلامة من الناس.