باب ما أوله الصاد
( صدق )
قوله تعالى : ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ ) [ ٣٤ / ٢٠ ] قرىء بالتشديد والتخفيف.
فمن شدد فعلى معنى حقق عليهم إبليس ظنه أو وجده صادقا.
ومن خفف فعلى معنى صدق في ظنه.
وقرىء ( إِبْلِيسَ ) بالنصب و ( ظَنُّهُ ) بالرفع والمعنى وجد ظنه صادقا حين قال ( لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ) [ ١٧ / ٦٢ ].
قوله ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) [ ٩٢ / ٦ ] مر تفسيره في ( يسر )
قوله تعالى ( وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَ ) أي مهورهن واحدتها صَدَقَةٌ.
وفيه لغات أكثرها : فتح الصاد.
والثانية كسرها ، والجمع صُدُق بضمتين.
والثالثة : لغة الحجاز صَدُقَة والجمع صَدُقَات على لفظها وقد جاءت في التنزيل.
والرابعة لغة بني تميم صُدْقَة كغرفة والجمع صُدَقَاتٌ كغرفات.
قال في المصباح : وصَدْقَة لغة خامسة وجمعها صُدَق مثل قرية وقرى.
قوله ( صِدِّيقاً نَبِيًّا ) [ ١٩ / ٤١ ] الصِّدِّيقُ بالتشديد : كثير الصدق.
قوله ( فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ ) [ ٤ / ٦٩ ].
قال الشيخ أبو علي : الصِّدِّيقُ المداوم على التصديق بما يوجب الحق.
وقيل الصِّدِّيقُ : الذي عادته الصدق يقال لملازم الشكر شكير ولملازم الشرف شريف.
قوله ( وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ) [ ٥ / ٧٥ ] أي كسائر النساء اللاتي يلازمن الصِّدْق ويُصَدِّقْنَ الأنبياءَ.
وكلما نسب إلى الصلاح والخير أضيف إلى الصدق كقوله تعالى ( مُبَوَّأَ صِدْقٍ )