قال بعض
الأعلام : قد يظن أن الخَالِقُ
والبارئ والمصور ألفاظ
مترادفة ، وأن الكل يرجع إلى الخَلْقِ
والاختراع ، وليس كذلك
بل كلما يخرج من العدم إلى الوجود مفتقر إلى تقديره أولا ، وإيجاده على وفق
التقدير ثانيا ، وإلى التصوير بعد الإيجاد ثالثا ، فالله تعالى خَالِقٌ من حيث هو مقدر ، وبارئ من حيث هو مخترع ، وموجد ومصور
من حيث إنه مرتب صور المخترعات أحسن ترتيب.
قوله ( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) [ ٢٣ / ١٤ ] أي المقدرين إذ لا تعدد في الخالق وهو كلي
ذو إفراد فرضا.
والخَلَاقُ كسَلَام : النصيب.
والِاخْتِلَاقُ : الكذب المخترع.
ومنه قوله
تعالى ( إِنْ هذا إِلَّا
اخْتِلاقٌ ) [ ٣٨ / ٧ ] أي ما هذا إلا كذب تخترعونه اختراعا.