كتاب ولا سنة ، وإنما سميت بدعة لأن قائلها ابتدعها هو نفسه ، والبِدَعُ بالكسر والفتح جمع بِدْعَة. ومنه الْحَدِيثُ « مَنْ تَوَضَّأَ ثَلَاثاً فَقَدْ أَبْدَعَ ».
أي فعل خلاف
السنة ، لأن ما لم يكن في زمنه صلى الله عليه وآله فهو بدعة. قال بعض شراح الحديث
: البدعة بدعتان بدعة هدى وبدعة ضلال ، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله فهو
في حيز الذم والإنكار ، وما كان تحت عموم ما ندب الله إليه وحض عليه أو رسوله فهو
في حيز المدح ، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف فهو
من الأفعال المحمودة ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به ، لِأَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله قَدْ جَعَلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ثَوَاباً فَقَالَ : « مَنْ
سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا ».