قوله « وهو شَاهِدٌ في بلده » أي حاضر. وشَهِدَ بكذا يتعدى بالباء لأنه بمعنى أخبر. و « أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله » يتعدى بنفسه لأنه بمعنى أعلم. وقد
يستعمل « أَشْهَدُ » في القسم نحو « أَشْهَدُ بالله لقد كان كذا » أي أقسم. والشَّهَادَةُ خبر قاطع ، والمعنى واضح. و « ذو الشَّهَادَتَيْنِ »خزيمة بن ثابت [١]حيث جعل رسول الله
صلى الله عليه وآله شهادته بشهادتين وسماه بذلك. والمَشْهَدُ : محضر الناس ، ومنه المَشْهَدَانِ. والتَشَهُّدُ معروف ، ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « كَانَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ ».
والشَّهْدُ : العسل في شمعها ، والجمع شِهَادٌ كسهم وسهام. و « شَهْدَانِجُ »ويقال « شَاهْ دَانِجُ »هو حب القنب ، قيل ينفع من حمى الربع والبهق والبرص ، ويقتل
حب القرع أكلا ووضعا على البطن من خارج
( شيد )
قوله تعالى : ( قَصْرٍ مَشِيدٍ ) [ ٢٢ / ٤٥ ] بفتح ميم وخفة ياء وسكونها هو المعمول بِالشِّيدِ بالكسر ، وهو كل شيء طليت به الحائط من جص أو غيره ، يقال « شِدْتُ البيتَ » من باب باع : إذا بنيته بالشيد. وشَادَهُ يَشِيدُهُ شَيْداً بالفتح : جصصه. و « المُشَيَّدُ » بضم الميم وتشديد الياء وفتحها : المطول ، ومنه قوله تعالى
: ( فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ
) [ ٤ / ٧٨ ] أي قصور مطولة مرتفعةمُشَيَّدَة مجصصة وقيل مزينة ، وقيل المروج بالبروج قصور في السماء بأعتابها.
وَفِي الْحَدِيثِ
« إِنَّ الْإِمَامَةَ خَصَّ اللهُ بِهَا إِبْرَاهِيمَ عليه السلام وَأَشَادَ بِهَا ذِكْرَهُ ».
يعني رفع بها قدره
ومحله ومنزلته حتى كادت لا تخفى على أحد.
[١] هو خزيمة بن ثابت
بن الفاكه بن ثعلبة الخطمي الأنصاري ، كان مع علي عليه السلام بصفين ، فلما قتل عمار
جرد سيفه فقاتل حتى قتل ـ انظر الاستيعاب ج ٢ صلى الله عليه وآله ٤٤٨.