أكثر فهوشَهِيدٌ ، ثم يطلق الشَّاهِدُ عليه مجازا بعد تحمله تسمية للشيء بما كان عليه ، كما يطلق الشَّهِيدُ قبل تحمله لها مجازا كما في الآية ، فإن الطلب إنما يكون قبل حصول المطلوب.
قوله : ( شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ
بِالْكُفْرِ ) [ ٩ / ١٧ ] لأنهم كانوا يقولون في تلبيتهم « لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك
تملكه وما ملك ». قوله : ( وَما شَهِدْنا إِلَّا
بِما عَلِمْنا ) [ ١٢ / ٨١ ] أي إلا بما عايناه من إخراج الصواع من رحله ، وإنما قالوا ذلك لأنهم
شهدوا عند أبيهم ( إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ
) فاتهمهم على ذلك. قوله : ( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ) [ ٣ / ١٨ ] قيل معناه بين وأعلم ، كما يقال شَهِدَ فلان عند القاضي أي بين وأعلم لمن الحق وعلى من هو. قوله : ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
) [ ٢ / ١٨٥ ] أي من كان حاضرا في الشهر مقيما غير مسافر فليصم ما حضر وأقام فيه
، وانتصاب الشهر على الظرف. والشَّاهِدُ : الحاضر. قوله ( أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ
شَهِيدٌ ) [ ٥٠ / ٣٧ ] أي استمع كتاب الله وهو شاهد القلب ليس بغافل ، وسيأتي معنى ( وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ ) في أخذ. قوله : ( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ
مِنْكُمْ ) [ ٦٥ / ٢ ] قيل هو أمر إرشاد لخوف تسويل النفس وانبعاث الرغبة فيها فتدعوه إلى
الخيانة بعد الأمانة ، وربما يموت فيدعيها ورثته. وأَشْهَدْتُهُ
واسْتَشْهَدْتُهُ بمعنى. قوله : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ ) [ ٥ / ١٠٦ ] الآية ، تقدم شرحه في « وصا ». قوله : ( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) [ ١٧ / ٧٨ ] قيل أي يشهده المسلمون يسمعون القرآن فيكثر الثواب.
وَعَنِ الصَّادِقِ
عليه السلام « يَعْنِي صَلَاةَ الْفَجْرِ يَشْهَدُهَا مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ »
[١].