صلى الله عليه وآله وهو معصوم ، قيل لأنه عبادة أو لتعليم الأمة أو من ترك الأولى
أو من تواضع أو عن سهو قبل النبوة أو عن اشتغاله بالنظر في مصالح الأمة ومحاربة الأعداء
، فإن مثله شاغل عن عظيم مقامه أو عن أحوال ما مضى بالنسبة إلى ما ترقى إليه ، فإن
حسنات الأبرار سيئات المقربين. هذا ولا تكن غافلا عما مر في ذنب.
قيل يحتمل أن يكون
اسْتِغْفَار هذه الأصناف بعضه على الحقيقة وبعضه على المجاز ، وهو أن يكتب الله له بعدد
كل حيوان من الأنواع المذكورة كالحيتان وغيرها مغفرة ووجه الحكمة أن صلاح العالم بالعلم
، وما من شيء من الأوصاف المذكورة إلا وله مصلحة معقودة بالعلم. ومن أسمائه تعالى
« الغَفُورُ الشَّكُورُ » وبناء هاتين للمبالغة ، وهو الذي تكثر مغفرته ويشكر اليسير من
الطاعة. ومن أسمائه أيضا « الغَفَّارُ » ومعناه الساتر لذنوب عباده وعيوبهم ، المتجاوز عن خطاياهم
وذنوبهم. وأصل الغُفْرَان التغطية ، يقال غَفَرَ اللهُ له ذنبه من باب ضرب غُفْرَاناً : ستر عليه ذنبه وغطاه وصفح عنه ، والمَغْفِرَةُ اسم منه. واغْتَفَرَ ذنبَه مثل وغَفَرَ ذنبَه فهوغَفُورٌ والجمع غُفُرٌ. وقولهم « جاءوا جَمَّاءَ غَفِيراً » قال الجوهري والجماءالغَفِير أي جاءوا بجماعتهم الشريف والوضيع ولم يتخلف منهم أحد وكانت فيهم كثرة. قال
: والجماءالغَفِير اسم وليس بفعل إلا أنه ينصب كما تنصب المصادر التي هي في معناه ، كقولك جاءوني
جميعا وقاطبة وكافة ، وأدخلوا فيه الألف واللام كما أدخلوهما في قولهم « أوردها العراك
» أي أوردها عراكا. والغَفِيرَةُ : الزيادة في الرزق أو العمر أو الولد أو غير ذلك. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ
عليه السلام « فَإِنْ أَصَابَ أَحَدَكُمْ غَفِيرَةٌ فِي رِزْقٍ أَوْ عُمُرٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ
فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ لَهُ فِتْنَةً وَيُفْضِي بِهِ إِلَى الْحَسَدِ ».
و « بنو غِفَار » ككتاب من كنانة رهط أبي ذرالغِفَارِيِ.