قال الشيخ أبو علي : أي ( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا
) اغفروايَغْفِرُوا ، فحذف المفعول له لدلالة جوابه عليه ( لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ
أَيَّامَ اللهِ ) أي لا يتوقعون وقائع الله بأعدائه ، وهو من قولهم « أيام العرب » لوقائعهم ،
وقيل لا يأملون الأوقات التي وقتها الله لثواب المؤمنين ووعدهم الفوز. وقوله ( قَوْماً ) والمراد به الذين آمنوا للثناء عليهم. قوله : ( لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما
كانُوا يَكْسِبُونَ ) أي يكسبونه من الثواب العظيم باحتمال المكاره وكظم الغيظ ـ كذا في جامع الجوامع.
وخص الاسْتِغْفَارَ بالسحر الذي هو آخر الليل لأن العبادة في أشق والنفس أصفى لعدم اشتغالها بتدبير
المأكول ولخلو المعدة عنه ، فتوجه النفس بكليتها إلى حضرة الحق تعالى. قوله : ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ
إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ) [ ٩ / ٨٠ ] قال المفسر في معناه لن يغفر الله لهم استغفرت لهم أم لم تستغفر
لهم ، والسبعون جار في كلامهم مجرى التمثيل للتكثير.
الغُفْرَانمصدر منصوب بفعل مضمر ،
أي أطلبه ، وفي تخصيصه بذلك هو أنه توبة من تقصيره في شكر نعم الإطعام وهضمه وتسهيل
مخرجه ، فلجأ إلى الاستغفار من التقصير.
وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وآله « وَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللهَ سَبْعِينَ اسْتِغْفَارَةً ». قاله