وبَعَّدَهُ بالتشديد بمعنى أَبْعَدَهُ
، واسْتَبْعَدَهُ نقيض اسْتَقْرَبَهُ. وأمربَعِيدٌ : لا يقع مثله لعظمه. وتنح غيربَعِيدٍ : أي كن قريبا. و « بَعْدُ » ظرف مبهم من ظروف الزمان لا يفهم معناه إلا بالإضافة لغيره ، وهو زمان متراخ
عن السابق ، فإذا قرب منه قيل بُعَيْدَة بالتصغير ، كما يقال قبل العصر فإذا قرب قيل قبيل العصر. وقد تكرر في كلام الفصحاء
« أَمَّا بَعْدُ » وهي كلمة تسمى فصل الخطاب ، يستعملها المتكلم إذا أراد الانتقال من كلام
إلى آخر. قيل : أول من تكلم بها داود ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : ( وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ ) يعني أَمَّابَعْد ، وقِيلَ أَرَادَ بِفَصْلِ الْخَطَّابِ الْبَيِّنَةَ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينَ
عَلَى الْمُنْكِرِ.
وقيل أول من قالها
علي عليه السلام لأنها أول ما عرفت من كلامه وخطبه ، وقيل قس بن ساعدة الإيادي حكيم
العرب ، لقوله :
لقد علم الحي
اليمانون أنني
إذا قيل أما
بَعْدُ أني خطيبها
أي خطيب أما بعد
، ومعناها مهما يكن من شيء بعد كذا فكذا.
( بغدد )
« بَغْدَادُ » اسم البلدة المشهورة ، تذكر وتؤنث ، والدال الأولى مهملة
وفي الثانية لغات ثلاث : دال مهملة وهو الأكثر ، ونون ، وذال معجمة
[١] قال في المصباح وهي إسلامية وبانيها المنصور أبو جعفر عبد
الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس ثاني الخلفاء العباسيين ، بناها لما تولى
الخلافة بعد أخيه السفاح وكانت ولاية المنصور المذكور في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة
وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة.