قال المفسر : معناه والأرض الطيب ترابه ( يَخْرُجُ نَباتُهُ ) أي زرعه خروجا حسنا ناميا زاكيا من غير كد ولا عناء ( بِإِذْنِ رَبِّهِ ) بأمر الله تعالى ( وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ
إِلَّا نَكِداً ) أي الأرض السبخة التي خبث ترابها لا يخرج ريعها إلا شيئا قليلا
[١] قوله : ( وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ
) [ ٩٥ / ٣ ]
و « البَلَدُ » يذكر ويؤنث ، والجمع بُلْدَانٌ. والبَلْدَةُ : البلد ، والجمع بِلَادٌ مثل كلبة وكلاب. ويطلق البَلْدَةُ والبِلَادُ على كل موضع من الأرض عامرا كان أو خلاء ، ومنه قوله تعالى : ( إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ ) [ ٣٥ / ٩ ] أي إلى أرض ليس فيها نبات ولا مرعى فيخرج ذلك بالمطر فترعاه أنعامهم
، فأطلق الموت على عدم النبات والمراعي ، وأطلق الحياة على وجودهما.
يريدبِالْبَلَدِ الأرض التي هي المأوى للحيوان والجن وإن لم يكن فيها بناء ، وأراد بالساكنين
الجن لأنهم سكان الأرض وبَلُدَ الرَّجُلُ بالضم بَلَادَةً فهوبَلِيدٌ : إذا كان غير ذكي ولا فطن. والبَلَادَةُ : نقيض النفاذ والمضي في الأمر. والتَّبَلُّدُ : ضد التجلد. ومنه الْحَدِيثُ « أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ التَّجَلُّدَ قَبْلَ
التَّبَلُّدِ ».
ولعل معناه أن الإنسان
إذا تجلد وتصبر على الأمر وصل إلى الراحة التي هي عدم التبلد. والله أعلم. و « إبراهيم
بن أبي البِلَادِ » باللام المخففة والباء الموحدة من رواة الحديث
[٣]
[٣] اسم أبي البلاد يحيى
بن سليم وقيل ابن سليمان مولى بني عبد الله بن غطفان ، ويكنى إبراهيم أبا يحيى ، كان
ثقة قارئا أديبا ـ انظر رجال النجاشي صلى الله عليه وآله ١٨.