وغنى بلا فقر ، وعز بلا ذل ، وعلم بلا جهل. قوله : ( وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [ ٢ / ٥ ] أي الفائزون بما طلبوا الباقون في الجنة ، من الْفَلَاحُ وهو البقاء والظفر وإدراك البغية. ومنه الدُّعَاءُ « أَقْلِبْنِي
مُفْلِحاً مُنْجِحاً ».
ومنه الدُّعَاءُ
« مَقَالِيدُ الْفَلَاحِ ».
وحي على الْفَلَاحِ : هلم إلى سبب الفوز والبقاء في الجنة وهو الصلاة ، أو هلموا
إلى طريق النجاة والفوز. و « فَلَحْتُ الأرض » من باب نفع : شققتها للحرث ، والأَكَّار فَلَّاحٌ ، والصِّنَاعَة فَلَاحَةٌ بالكسر. والْأَفْلَحُ : مشقوق الشفة السفلى ، ومنه « رجل أَفْلَحُ » وهو خلاف الأعلم.
الْفَيْحُ
شيوع الحر ، ويقال بالواو من فَاحَتْ القدر تَفِيحُ وتَفُوحُ :
إذا غلت وشبه بنار جهنم ، ويحتمل الحقيقة وأنه أرسل من نارها إنذارا للجاحدين وكفارة
لذنوب غيرهم. ومثله قَوْلُهُ عليه
السلام فِي وَجْهِ النَّهْيِ مِنَ الِاسْتِشْفَاءِ فِي الْمِيَاهِ الْحَارَّةِ الَّتِي
تَكُونُ فِي الْجِبَالِ « يُشَمُّ مِنْهَا رَائِحَةُ الْكِبْرِيتِ لِأَنَّهَا مِنْ
فَيْحِ جَهَنَّمَ ».
وفَاحَتِ النارفيحا : انتشرت. وفَاحَتْ
ريح المسك تَفُوحُ فَوْحاً وتَفِيحُ
فَيْحاً كذلك ، قالوا ولا
يقال فَاحَ إلا في الريح الطيبة خاصة ، ولا يقال في الخبيثة والمنتنة
إلا هب ريحها.
باب
ما أوله القاف
(قبح)
قوله تعالى : ( هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ ) [ ٢٨ / ٤٢ ] أي المشوهين بسواد الوجوه وزرقة العيون ، وقيل مبعدون. والْقُبْحُ : الإبعاد ، ومنه « قَبَّحْتُهُ » إذا قلت له قَبَّحَكَ
الله ، أي أبعدك الله