قوله : (وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ ) [ ٢١ / ٩٠ ] أي جعلناها صَالِحَةً لأن تلد بعد أن كانت عاقرا. وقيل جعلناها حسنة الخلق بعد
أن كانت سيئة الخلق. وقيل رددنا عليها شبابها. قوله : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ
) [ ٤ / ١٢٨ ] من الفرقة والنشوز والإعراض وسوء العشرة ، أو الصُّلْحُ خير من الخصومة ، وهذه الجملة اعتراض. و « صَالِح » النبي هو من ولد ثمود وثمود هو ابن عاد بن إرم بن سام
توفي بمكة عن ثمان وخمسين سنة.
هو من الصَّلَاحِ الذي هو ضد الفساد ، يقال صَلَحَ الشيء من باب قعد وصَلُحَ بالضم لغة خلاف فسد. وصَلَحَ يَصْلُحُ بفتحتين لغة ثالثة ، فهو صَالِحٌ. وفِيهِ أَيْضاً « اجْعَلْ أَوَّلَ نَهَارِي صَلَاحاً وَأَوْسَطَهُ نَجَاحاً وَآخِرَهُ فَلَاحاً ».
أي صَلَاحاً في ديننا ، بأن يصدر منا ما ننخرط به في الصَّالِحِينَ ، ثم إذا اشتغلنا بقضاء إربنا في دنيانا لما هو صَلَاحٌ في ديننا فأنجحها ، واجعل خاتمة أمرنا بالفوز بمطالبنا مما
هو سبب دخول الجنة. وفِيهِ و « أَصْلِحْ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي ».
أي اجعل الدنيا
كفاية وحلالا وكن لي معينا على الطاعة ، وإِصْلَاح المعاد باللطف والتوفيق لذلك.
وذلك لأن التقوى
صَلَاحُ قوتي الشهوة والغضب اللذين فسادهما مبدأ الفساد بين الناس
، ومن أَصْلَحَ أمر آخرته أَصْلَحَ
الله أمر دنياه لأن الدنيا
المطلوبة لمن أَصْلَحَ أمر آخرته سهلة تكفلت بها العناية الإلهيةبِإِصْلَاحِهَا ، ولأن مُصْلِحَ أمر آخرته معامل