والشَّرْحُ : فتح الشيء مما يصدر عن إدراكه ، وأصل الشَّرْحِ التوسعة ، ويعبر عن السرور ، بسعة القلب وشَرْحِهِ وعن الهم بضيق القلب لأنه يورث ذلك ، والمعنى ألم نفتح صدرك
ونوسع قلبك بالنور والعلم حتى قمت بأداء الرسالة وصبرت على المكاره واحتمال الأذى واطمأننت
إلى الإيمان ، فلم تضق به ذرعا ، ومعنى الاستفهام في الآية التقرير ، أي قد فعلنا ذلك
عَنِ الصَّادِقِ
عليه السلام فِي قَوْلِهِ ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ
صَدْرَكَ ) قَالَ : لِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام [٢].
قوله : ( فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ
صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ) [ ٦ / ١٢٥ ] قال المفسر : أي يثبت عزمه عليه ويقوي دواعيه على التمسك به ويزيل
عن قلبه وساوس الشيطان وما يعرض في القلوب من الخواطر الفاسدة ، وإنما فعل ذلك لطفا
له ومنا عليه وثوابا على اهتدائه بهدى الله وقبوله إياه ، ونظيره قوله تعالى ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً ... ) والدليل على أن شرح الصدر قد يكون ثوابا قوله : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) ، ومعلوم أن وضع الوزر ورفع الذكر يكون ثوابا على تحمل أعباء الرسالة وكلفها
ـ انتهى [٣]. ومثله قوله : ( شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ
لِلْإِسْلامِ ) [٣٩ / ٢٢ ].