responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البحرين ت-الحسینی نویسنده : الطريحي النجفي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 380

الله في النفوس كالشهوة والحرص للابتلاء ولمصلحة عمارة العالم ، وإنما المذموم أن يستولي سلطانه على القلب فيطاع.

(شرح)

قوله تعالى : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) [ ٩٤ / ١ ] قال الشيخ أبو علي :

رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ص أَنَّهُ قَالَ : « سَأَلْتُ رَبِّي مَسْأَلَةً وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ. قُلْتُ : أَيْ رَبِّ إِنَّهُ قَدْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ قَبْلِي مِنْهُمْ مَنْ سَخَّرْتَ لَهُ الرِّيحَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى ، فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ تَعَالَى ... (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) إِلَخْ » [١].

والشَّرْحُ : فتح الشيء مما يصدر عن إدراكه ، وأصل الشَّرْحِ التوسعة ، ويعبر عن السرور ، بسعة القلب وشَرْحِهِ وعن الهم بضيق القلب لأنه يورث ذلك ، والمعنى ألم نفتح صدرك ونوسع قلبك بالنور والعلم حتى قمت بأداء الرسالة وصبرت على المكاره واحتمال الأذى واطمأننت إلى الإيمان ، فلم تضق به ذرعا ، ومعنى الاستفهام في الآية التقرير ، أي قد فعلنا ذلك

عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) قَالَ : لِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام [٢].

قوله : ( فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ) [ ٦ / ١٢٥ ] قال المفسر : أي يثبت عزمه عليه ويقوي دواعيه على التمسك به ويزيل عن قلبه وساوس الشيطان وما يعرض في القلوب من الخواطر الفاسدة ، وإنما فعل ذلك لطفا له ومنا عليه وثوابا على اهتدائه بهدى الله وقبوله إياه ، ونظيره قوله تعالى ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً ... ) والدليل على أن شرح الصدر قد يكون ثوابا قوله : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) ، ومعلوم أن وضع الوزر ورفع الذكر يكون ثوابا على تحمل أعباء الرسالة وكلفها ـ انتهى [٣]. ومثله قوله : ( شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ) [٣٩ / ٢٢ ].


[١] مجمع البيان ج ٥ ص ٥٠٨.

[٢] البرهان ج ٤ ص ٤٧٤.

[٣] مجمع البيان ج ٢ ص٣٦٣.

نام کتاب : مجمع البحرين ت-الحسینی نویسنده : الطريحي النجفي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست