فَالرَّوْحَةُ المرة
من المجيء ، والغدوة المرة من الذهاب. و « الرَّوْحَاءُ » كحمراء بلد من عمل الفرع على نحو من أربعين ميلا من المدينة
[١]. ومنه « فج الرَّوْحَاءِ » و « صفائح الرَّوْحَاءِ » ، والنسبة إليه « رَوْحَاوِيٌ ». وفج الروحاء تقدم ذكره [٢]. والملائكةالرُّوحَانِيُّونَ
بضم الراء وفتحها ، كأنه
نسبة إلى الرُّوحِ ، والرَّوْحُ
وهو نسيم الرِّيحِ ، والألف والنون من زيادة النسب ، يريد أنهم أجسام لطيفة
لا يدركها البصر. ومنه الْحَدِيثُ « أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْعَقْلَ وَهُوَ أَوَّلُ خَلْقٍ
مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ » [٣].
قال الجوهري : زعم
أبو الخطاب أنه سمع من العرب من يقول في النسبة إلى الملائكة والجن « رُوحَانِيٌ » بضم الراء ، والجمع رُوحَانِيُّونَ
، وزعم أبو عبيدة أن العرب
تقوله لكل شيء فيه رُوحٌ.
وَفِي الْخَبَرِ
« أَرِحْنَا يَا بِلَالُ ».
أي أذن بالصلاة
وأَرِحْ قلوبنا من انتظارها والالتفات نحوها ، وليس المراد الضجر من الصلاة. وقيل كان
اشتغاله بها رَاحَةٌ له ، فإنه كان يعد غيرها من الأعمال الدنيوية تعبا وكان يستريح بها لما فيها من مناجاة ربه ، ولذا
قَالَ : « وَقُرَّةُ
عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ ».
وما أقرب الرَّاحَةَ من قرة العين ، ولأنها دَيْن وفي قضائه راحةٌ يشهد له
قَوْلُ لُقْمَانَ
عليه السلام لِابْنِهِ إِذَا جَاءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ « فَلَا تُؤَخِّرْهَا لِشَيْءٍ
صَلِّهَا وَاسْتَرِحْ مِنْهَا فَإِنَّهَا دَيْنٌ ».