من نَزَا : وثب وطفر ، وبابه قتل. و « نَزَا الذَّكَر على الأنثى نِزَاءً » بالكسر والضم : وثب عليها وركبها. و « نَزَأَ الشيطانُ بينهم » بالهمز : ألقى الشرَّ والإغراء.
( نسا )
قوله تعالى : ( وَما أَنْسانِيهِ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ
أَذْكُرَهُ ) [ ١٨ / ٦٣ ] فأن أذكره بدل من الضمير. قال البيضاوي [١] : إنما نسبه
إلى الشيطان هضما لنفسه ـ انتهى. وهذا على تقدير كون الفتى اليوشع ، وأما على
تقدير كونه عبدا له فلا إشكال. وقوله تعالى : ( نَسُوا اللهَ
فَنَسِيَهُمْ ) [ ٩ / ٦٧ ] أي تركوا الله فتركهم. قوله تعالى : ( فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ ) يعني الكفار ( فَتَحْنا عَلَيْهِمْ
أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ ) [ ٦ / ٤٤ ] أي كل نعمة وبركة من السماء والأرض ليرغبوا
بذلك في نعيم الآخرة ، وإنما فعلنا ذلك بهم ـ وإن كان الموضع موضع العقوبة
والانتقام دون الإكرام والإنعام ـ ليدعوهم ذلك إلى الطاعة ، فإن الدعاء إلى الطاعة
يكون تارة بالعنف وتارة باللطف وتشديد العقوبة عليهم بالنقل من النعيم إلى العذاب
الأليم ، ( حَتَّى إِذا فَرِحُوا
بِما أُوتُوا ) من النعيم واشتغلوا بالتلذذ وأظهروا السرور بما أعطوا
ولم يروه نعمة من الله حتى يشكروه ( أَخَذْناهُمْ
بِالْعَذابِ )
ـ الآية.
قوله تعالى : ( وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ )
[١] هو المفسر
الشهير القاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الفارسي الأشعر صاحب
كتاب ( أنوار التنزيل ). كان قاضيا على بيضاء ، توفي بتبريز سنة ٦٨٥. الكنى
والألقاب ج ٢ ص ١٠٢.