و « عَدَا » حرف يستثني به مع « ما » وبغيرها ، تقول : جاءني القوم ما عدا زيدا
وجاءونى عدا زيدا تنصب ما بعدها بها والفاعل مضمر فيها ـ قاله الجوهري.
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ مَعَ الزُّبَيْرِ وَقَدْ بَعَثَ يَلْتَمِسُ مِنْهُ أَنْ يُبَايِعَهُ
بَعْدَ نَكْثِهِ الْبَيْعَةَ الْأُولَى حَيْثُ قَالَ : فَقُلْ لَهُ : يَقُولُ لَكَ
ابْنُ خَالِكَ : « عَرَفْتَنِي بِالْحِجَازِ وَأَنْكَرْتَنِي بِالْعِرَاقِ فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا » [٢]. قيل : هو أول من سمع منه هذه اللفظة ـ أعني فما عدا
مما بدا ـ وهو مثل لمن يفعل فعلا باختياره ثم يرجع عنه وينكره ، والمعنى فما جاوز
بك عن بيعتي مما بدا وظهر لك من الأمور. وقيل : المعنى فما صرفك ومنعك عما كان بدا
منك من طاعتي وبيعتي والْعَادِي
: القديم.
والبئر الْعَادِيَةُ : القديمة كأنها نسبة إلى عَادٍ قوم هود ، وكل قديم ينسبونه إلى عَادٍ وإن لم يدركهم.
واسْتَعْدَيْتُ الأمير فأعداني : أي طلبت منه النصرة فأعانني ونصرني ،
والاسم « الْعَدْوَى » بالفتح ، ولك أن تقول : « استغثت به فأغاثني » ومنه الْحَدِيثُ
: « جَاءَتِ امْرَأَةٌ
اسْتَعْدَتْ عَلَى
أَعْرَابِيٍّ ». أي ذهبت به إلى القاضي للاستعداء أعني طلب التقوية والنصرة.
وَفِي حَدِيثِ
سُلَيْمَانَ : « أَتَتْهُ امْرَأَةٌ
مُسْتَعْدِيَةً عَلَى الرِّيحِ ». أي تطلب نصرته عليها حيث إنها مسخرة له.
[١]كان نصرانيّا
أسلم سنة ٩ أو ١٠ ه ، وكان جوادا شريفا في قومه معظّما عندهم وعند غيرهم ، وكان
رسول الله (ص) يكرمه إذا دخل عليه تنقيح المقال ج ٢ ص ٢٥٠ ، وانظر خبر طرح النّبيّ
له الوسادة في الكافي ٢ / ٦٥٩.