وفيه : « خَلَقَ اللهُ الْمَشِيئَةَ بِنَفْسِهَا ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ بِالْمَشِيئَةِ
» [٢]. قيل في معناه
: أن الأئمة (ع) تارة يطلقون الْمَشِيئَةَ والإرادة على معنى واحد ، وتارة على معنيين مختلفين ،
والمراد بهذه العبارة أن الله تعالى خلق اللوح المحفوظ ونقوشها من غير سبب آخر من
لوح ونقش آخر وخلق سائر
الْأَشْيَاءَ بسببهما ،
وهذا مناسب لِقَوْلِهِ (ع) : « أَبَى اللهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلَّا بِأَسْبَابِهَا ».
وفِيهِ : « أَمَرَ
اللهُ وَلَمْ يَشَأْ وَشَاءَ وَلَمْ يَأْمُرْ : أَمَرَ إِبْلِيسَ أَنْ يَسْجُدَ
لِآدَمَ وَشَاءَ أَنْ لَا يَسْجُدُ وَلَوْ شَاءَ لَسَجَدَ ، وَنَهَى آدَمَ عَنْ أَكْلِ الشَّجَرَةِ وَشَاءَ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا وَلَوْ لَمْ يَشَأْ لَمْ يَأْكُلْ » [٣]. ومنه يعلم أن جميع الكائنات مطابقة لعلمه السابق في
الممكنات وهو لا يؤثر في المعلوم كما سبق فلا إشكال.