و « أَشْيَاءُ » جمع شَيْءٍ غير منصرف ، واختلف في تعليله اختلافا كثيرا ، قال في
المصباح : والأقرب ما حكي عن الخليل بأن أصله « شيئاء » على وزن حمراء ، فاستثقل
وجود الهمزتين في آخره فنقلوا الأولى إلى أول الكلمة فقالوا : « أشياء » والْمَشِيئَةُ : الإرادة ، من « شَاءَ زيد
يَشَاءُ » من باب نال : أراده.
وَفِي
الْحَدِيثِ عَنِ الصَّادِقِ (ع) : « لَا يَكُونُ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ إِلَّا بِخِصَالٍ
سَبْعٍ : بِمَشِيئَةٍ ، وَإِرَادَةٍ ، وَقَدَرٍ ، وَقَضَاءٍ ، وَإِذْنٍ ،
وَكِتَابٍ ، وَأَجَلٍ » [٢]. قال بعض أفاضل العلماء : الْمَشِيئَةُ والإرادة والقدر والقضاء كلها بمعنى النقش في اللوح
المحفوظ وهي من صفات الفعل لا الذات ، والتفاوت بينها تفضيل كل لاحق على سابقه. ثم
قال : توقف أفعال العباد على تلك الأمور السبعة إما بالذات أو بجعل الله تعالى ،
وتحقيق المقام أن تحرك القوى البدنية بأمر النفس الناطقة المخصوصة المتعلقة به ليس
من مقتضيات الطبيعة فيكون بجعل جاعل ، وهو أن يجعل الله بدنا مخصوصا مسخرا لنفس
مخصوصة بأن قال كن متحركا بأمرها ، ثم جعل ذلك موقوفا على الأمور السبعة ـ انتهى.
[١] ذكر الحديث إلى
هنا باختلاف يسير الطبرسي في مجمع البيان ج ٢ ص ٢٥٠ وجاء في الدر المنثور ج ٢ ص
٣٣٥ أحاديث بهذا المضمون ،.
[٢] جاء هذا الحديث
في الكافي ج ١ ص ١٤٩ والخصال ج ٢ ص ١٢٠ باختلاف يسير.