قوله : ( فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ ) أي في ذات الله وبسبب دين الله رجع عن الدين ، وهو
المراد ب ( فِتْنَةَ النَّاسِ ) يعني يصرفهم ما مسَّهم من أذاهم عن الإيمان ، كما أن
عذاب الله يصرف المؤمنين عن الكفر.
وَفِي
الْحَدِيثِ : « كُلُ مُؤْذٍ فِي النَّارِ ». وهو وَعيد لمن يُؤذِي الناس في الدنيا
بعقوبة النار في الآخرة [١].
وَفِي حَدِيثِ
الْعَقِيقَةِ : « أَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى
». يريد به الشعر
والنجاسة وما يخرج على رأس الصبي حين يُولَد مما يؤذيه.
وما رُوِيَ
مِنْهُ : « صِيَامُ أَذَى
حَلْقِ الرَّأْسِ ». فالظاهر
أن يراد به صيام أَذَى
الشعر المُوجِب لحلق
الرأس وما قاربه.
و « أَذَى الطريقِ » ما يُؤذي فيها من شَوْك ونجاسة ونحو ذلك.
و « أَذِيَ الرجل أَذًى
» من باب تعب : وصل
إليه المكروه ، فه و « أذٍ » مثل عمٍ ، ويعدَّى بالهمزة فيقال : « آذَيْتُه
إيذاءً » والأَذِيَّة : اسم منه.
و « إذا » الجوابية المبدلة نونها ألفا في الوقف في الأصح ، عملها نصب المضارع بشرط
تصديرها ، واستقباله ، واتصالها ، أو انفصالها بالقسم ، أو بلاء النافية.
وعن جماعة من
النحويين : إذا وقعت بعد الواو والفاء جاز الوجهان ، نحو : ( وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا
قَلِيلاً ) ، ( فَإِذاً لا يُؤْتُونَ
النَّاسَ نَقِيراً ). وقرىء شاذا بالنصب فيهما.