و « هَذِهِ أمة الله » ، و « هَذِهِ
» بتحريك الهاء. فإن
صغرت « ذا » قلت : « ذيا » وتصغيره « هذيا ». إن ثنيت « ذا » قلت : « ذان » فتسقط
أحد الألفين ، فمن أسقط ألف « ذا » قرأ : ( إِنْ هذانِ لَساحِرانِ
) ومن أسقط ألف التثنية قرأ ( إِنْ هذانِ
لَساحِرانِ ) لأن ألف « ذا » لا يقع فيها أعراب ، قال : وإن خاطبت
جئت بالكاف فقلت : « ذَاكَ
» و « ذَلِكَ » فاللام زائدة والكاف للخطاب ، وفيه دليل على أن ما
يومى إليه بعيد. وتدخل الهاء على « ذَاكَ
» ولا تدخل على « ذَلِكَ ». ولا تدخل الكاف على « ذِي
» للمؤنث ، وإنما تدخل
على « تا » تقول : « تلك » و « تيك » ولا تقل : « ذِيكَ
» ، وتقول في التثنية
: « جاءني ذَانِكَ الرجلان » ، وربما قالوا : « ذَانِّكَ » بالتشديد تأكيدا وتكثيرا للاسم. قال : وأما « ذَا » و « الذي » بمعنى صاحب فلا يكون إلا مضافا ، وأصل « ذ
و » ذوا مثل عصا ، يدل على ذلك قولهم : « هاتان ، ذواتا مال » ، قال تعالى : ( ذَواتا أَفْنانٍ ) [ ٥٥ / ٤٨ ]. ثم قال : وأما « ذُ
و » التي في اللغة بمعنى « الذي » فحقها أن يوصف بها المعارف
، ثم حكى قول سيبويه ، وهو أن « ذَا » وحدها بمعنى « الذي » مستشهدا بقول لبيد [١] :
[١] هو ( أبو عقيل
لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة
الكلابي الجعفري ) الشاعر المشهور ، كان فارسا شجاعا سخيا من مشاهير الشعراء ،
ولما من الله على الناس بالإسلام أسلم وهجر الشعر وحفظ القرآن الكريم عوضا عنه ،
قال النبي (ص) : أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة ( لبيد ) : « ألاكلُّ شىء ماخلا الله
باطل » ، مات سنة ٤١ ه وقد بلغ من العمر أكثر من ١٣٠ سنة
، وأشهر قصيدة له قصيدته الهائية ، وهي إحدى المعلقات السبع التي تعد من عيون
الشعر العربي. الإصابة ج ٣ ص ٣٠٧ ، المؤتلف والمختلف ص ١٧٤ ، جواهر الأدب ج ٢ ص
٨٦.